بايرن ينهي موسمه المخيب في المركز الثالث بعد الخسارة من هوفنهايم    تشخيص حالة فيكو الصحية «إيجابي» ووضع منفذ الاعتداء قيد التوقيف الاحتياطي    نيابة عن ولي العهد.. وزير البيئة يرأس وفد المملكة المشارك في المنتدى العالمي ال 10 للمياه بإندونيسيا    تشافي يستبعد قرب الإطاحة به من تدريب برشلونة    هيئة تقويم التعليم والتدريب تعلن إطلاق استطلاعات الرأي لجودة التعليم الجامعي وبرامجه.    ضبط مواطن بالحدود الشمالية لترويجه مادة الحشيش المخدر    المنتخب السعودي للعلوم والهندسة يحصد 27 جائزة في آيسف 2024    "إرشاد الحافلات" يعلن جاهزية الخطط التشغيلية لموسم الحج    توطين تقنية الجينوم السعودي ب 140 باحثا    التأثير العميق للسينما: تنوير العقول وتشكيل المجتمعات    ورشة عمل لبحث أخلاقيات وتطبيقات الذكاء الاصطناعي مع عدة جهات حكومية    افترقوا بحب معشر العشاق    إتاحة مزاد اللوحات للأفراد ونقلها بين المركبات عبر أبشر    ترحيل 15566 مخالفا للأنظمة    أوديجارد يطالب لاعبي أرسنال بالتحلي بالواقعية    حُكّام مباريات اليوم في "دوري روشن"    «غرفة بيشة» تساهم في دعم حفل تكريم المشاركين في مبادرة أجاويد ٢    "تعليم الطائف" يعتمد حركة النقل الداخلي للمعلمين والمعلمات    البحث العلمي والإبتكار بالملتقى العلمي السنوي بجامعة عبدالرحمن بن فيصل    جامعة الملك فيصل تحصد الميدالية الذهبية عن اختراع جديد    من ينتشل هذا الإنسان من كل هذا البؤس    مجسم باب القصر يلفت انظار زوار وسط بريدة    حملة مشتركة تسفر عن رفع ما يقارب الطنين من الخضروات والسلع المختلفة من الباعة الجائلين المخالفين بشرق الدمام    الرئاسة العامة تشارك في ورشة عمل "الأثر المناخي في حج عام ١٤٤٥ه"    نعمة خفية    الأمير سعود بن نهار يرعى حفل اطلاق الاستراتيجية الجديدة لغرفة الطائف    قائد فذٌ و وطن عظيم    المربع الجديد: وجهة لمستقبل التنمية الحضرية بالسعودية    إندونيسيا: الكوادر الوطنية السعودية المشاركة في "طريق مكة" تعمل باحترافية    المملكة رئيساً للمجلس التنفيذي ل "الألكسو" حتى 2026م    متحدث «الداخلية»: مبادرة «طريق مكة» توظف الذكاء الاصطناعي والتقنية لخدمة الحجاج    مسؤولون إسرائيليون: مفاوضات الهدنة في طريق مسدود    القاهرة : لاتراجع عن دعم دعوى جنوب أفريقيا ضد إسرائيل    «الحج والعمرة»: لا تصاريح عمرة ابتداء من 16 ذو القعدة وحتى 20 ذو الحجة    سفارة المملكة في قرغيزستان تحذر المواطنين بأخذ الحيطة والحذر والابتعاد عن أماكن التجمعات    دراسة: الشركات الألمانية لا تسوق للسيارات الكهربائية بشكل جيد    «المركزي الروسي» يرفع الدولار ويخفض اليورو واليوان أمام الروبل    استمرار هطول أمطار على جازان وعسير والباحة ومكة والمدينة    "تيك توك" تزيد مدة الفيديو لساعة كاملة    جيرارد: فخور بلاعبي الاتفاق    السمنة والسكر يزيدان اعتلال الصحة    مهارة اللغة الإنجليزية تزيد الرواتب 90 %    الهلال يتعادل مع النصر في الوقت القاتل في دوري روشن    ترتيب الدوري السعودي بعد تعادل النصر والهلال    رئيس جمهورية موريتانيا يغادر جدة    موعد والقناة الناقلة لمباراة الأهلي والترجي اليوم في نهائي دوري أبطال إفريقيا    الصين تستعرض جيش "الكلاب الآلية" القاتلة    الأمير سلمان بن سلطان يرعى حفل تخرج طلاب وطالبات البرامج الصحية بتجمع المدينة المنورة الصحي    مستقبلا.. البشر قد يدخلون في علاقات "عميقة" مع الروبوتات    العلماء يعثرون على الكوكب "المحروق"    طريقة عمل زبدة القريدس بالأعشاب    طريقة عمل وربات البقلاوة بحشو الكريمة    طريقة عمل الأرز الآسيوي المقلي بصلصة الصويا صوص    ولي العهد في المنطقة الشرقية.. تلاحم بين القيادة والشعب    «الأحوال»: قرار وزاري بفقدان امرأة «لبنانية الأصل» للجنسية السعودية    جامعة الملك خالد تدفع 11 ألف خريج لسوق العمل    حراك شامل    أمير تبوك يرعى حفل جامعة فهد بن سلطان    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



ميونيخ ... الوجهة البافارية الأولى في كل الأوقات
نشر في الحياة يوم 24 - 04 - 2017

لا يوجد مكان آخر في ألمانيا يمكن للمرء التمتع به بمزيج فريد يجمع بين العراقة والحداثة والطبيعة الساحرة بأكمل صورة كما هي الحال في مدينة ميونيخ، عاصمة ولاية بافاريا. فهنا تتلاقى العراقة مع الحداثة، والأصالة والتقاليد البافارية مع أسلوب الحياة العصري، والرفاهية مع البساطة. وتعتبر الطبيعة الساحرة بلا شك رفيقك الدائم أينما توجهت.
وتجذب مدينة ميونيخ زوارها إلى القيام برحلات استكشافية رائعة، سواء في قلبها أو في محيطها، حيث تزخر المنطقة بالأماكن المثيرة للاهتمام، بدءاً من المعالم السياحية الجذابة والمرافق الثقافية المرموقة ومروراً بفرص التسوق والترفيه، ووصولاً إلى المناظر الطبيعية الأخاذة التي تتزين بالجبال الشامخة والبحيرات الصافية المتلألئة والقلاع والقصور الملكية البديعة التي تمثل شاهداً حياً على التاريخ البافاري الغني. كما يضفي كل فصل من فصول السنة نكهة خاصة على زيارة هذه المدينة الجذابة، بحيث تستقبل زوارها طوال العام وتضمن لهم فرصة تحقيق أقصى قدر من المتعة مهما اختلفت درجات الحرارة!
بوابة العرب
يشكل الضيوف العرب القادمون من منطقة الخليج إلى ميونيخ جزءاً لا يتجزأ من صورة هذه المدينة الساحرة، بحيث اعتاد أهلها المعروفون بحسن الضيافة البافارية، استقبال الزوار العرب سنوياً بكل ود وحفاوة. كما يساهم توافر الرحلات الجوية التي تربط بين ميونيخ والعديد من المدن العربية في جعل عملية السفر مسألة في غاية السهولة، حيث ترتبط عاصمة بافاريا بالعديد من المدن العربية من خلال رحلات طيران مباشرة كتلك التي تقدمها الخطوط الجوية السعودية موفرة للمسافرين على متنها رحلات جوية تتمتع بالجودة والسهولة والراحة.
وتتواصل هذه الخدمات المريحة إلى ما بعد الهبوط في مطار ميونيخ الدولي الذي يمثل «بوابة العرب» إلى ألمانيا. فهذا المطار يحرص على تقديم أفضل الخدمات للمسافرين العرب، حيث يوفر غرفاً للصلاة، وقوائم طعام مترجمة للغة العربية مع علامات خاصة توضح ما إذا كان الطعام يحتوي على لحم الخنزير أم لا، ونداءات وإرشادات باللغة العربية، ومراكز استعلامات وكتيبات إرشادية باللغة العربية، وغيرها كثير من الخدمات التي تضفي على زيارتك مزيداً من الراحة والمتعة وتمنحك العناصر التي تساعدك على الانطلاق في جولاتك السياحية في المدينة وما حولها.
وبالطبع، سيجد الضيوف خيارات كثيرة للقيام بجولات مثيرة للتعرف إلى المدينة، حيث يمكن استئجار سيارة خاصة أو استخدام سيارات الأجرة أو التنقل بالمواصلات العامة المتوافرة بالقرب من كافة الفنادق وأماكن الإقامة. وبينما يفضل كثير من السياح السير على الأقدام للتمتع بالطبيعة الساحرة والمعالم التاريخية المنتشرة في المدينة، يفضل بعضهم الآخر أيضاً الاستعانة بالدراجات الهوائية ليعيشوا بالتالي مغامرة رائعة تُغني عن استخدام السيارات، لا سيما مع ما تتميز به ميونيخ من وجود شبكة ممتازة من الطرق المعدة خصيصاً للدراجات. أما من لا يرغب في إجهاد نفسه، فيمكنه القيام باستقلال عربة «الريكشا» التي تقل المرء من ساحة «مارين بلاتس» إلى حيثما يريد.
وتُعرف هذه الساحة بشعبيتها وشهرتها الواسعة بين السياح وزوار المدينة، لا سيما أنها تقع في قلبها ويوجد فيها معالم جذابة مثل دار البلدية الحديثة التي أنشئت على الطراز المعماري القوطي في الفترة من 1867 إلى 1909 وتمثل واحداً من أهم المزارات السياحية في ميونيخ، حيث ترتفع واجهتها 90 متراً بأحجار الطوب المزينة بالنقوش وأجراسه المميزة. واعتاد الزوار التجمع يومياً عند الحادية عشرة صباحاً والخامسة مساءً لمشاهدة لعبة الأجراس أمام برج الساعة.
وعند الابتعاد بضع خطوات عن وسط ميونيخ، سيجد المرء واحدة من أكبر الحدائق داخل المدن في أوروبا بما تحتويه من مساحات خضراء ساحرة ودروب مظللة وجداول وبرك مائية متيحة للزوار فرصاً عديدة للاسترخاء والتسلية وممارسة الرياضات المختلفة. يُذكر أن الحديقة الإنكليزية في ميونيخ هي أكبر من الحديقة المركزية في نيويورك.
ومن المعالم الأخرى الجديرة بالزيارة، يبرز قصر (نيمفنبورغ)، الذي كان في الماضي المقر الصيفي لحكام بافاريا. يتميز هذه القصر، الذي يقع في الجزء الشرقي في وسط مدينة ميونيخ، بفنه المعماري بطابع الروكوكو الجميل، وحديقته الضخمة التي صممت على غرار حديقة قصر فرساي.
وفي عالم السيارات، يثير متحف (بي أم دبليو)، منذ افتتاحه في عام 1973، إعجاب زواره بما يتميز به من هندسة معمارية ديناميكية وتصميم شهير عالمياً وتشكيلة معروضات فريدة من نوعها. ويعرض المتحف اليوم تاريخ الشركة والعلامة التجارية وأحدث المنتجات بطريقة عرض مبتكرة ومدهشة. ويقدم كذلك نظرة عامة حول المحركات والدراجات والسيارات من ماركة (بي أم دبليو) بطريقة فريدة لا يوجد لها مثيل على مستوى العالم.
كما يمكن استكشاف عالم (بي أم دبليو) الفريد، بدءاً من عروض وابتكارات السيارات والدراجات النارية إلى روعة التصميم والتكنولوجيا الحديثة ووصولاً إلى الفعاليات الثقافية الشيقة. ويتمثل الهدف الرئيسي من عالم (بي أم دبليو) في تسليم السيارات الشخصية. وهناك أيضاً جولات متخصصة لتوضيح كيفية تصنيع سيارات (بي أم دبليو). وفي أثناء قيام الكبار باستكشاف عالم (بي أم دبليو) أو تذوق الوجبات الشهية أو التسوق في أحد متجري (بي أم دبليو) الرائعين، يمكن الأطفال استكشاف عالم السيارات في مكان خاص بالصغار.
وجهة عالمية مفعمة بالثقافة
ومن المعروف عن ميونيخ أنها مدينة عالمية مفعمة بالأجواء الثقافية، فهي تمتلك الكثير من المتاحف المتخصصة والمعارض المتنوعة التي تزخر بالفنون واللوحات الفنية. كما تقدم المدينة الكثير من البرامج الثقافية المنوعة كالفاعليات الموسيقية أو المسرحية، بالإضافة طبعاً إلى المهرجانات الشعبية المحبوبة. لذا، إذا كنت من عشاق اللوحات الفنية، فلا ينبغي تفويت زيارة المتاحف الثلاثة المخصصة للوحات والرسومات الفنية في شارع «بارر شتراسه» في منطقة «شفابينغ»، فهذه المتاحف هي من أهم متاحف اللوحات الفنية في العالم. وكذلك هي الحال بالنسبة إلى دار الفن التي تعرض مقتنيات فنية وتاريخية تعود إلى مختلف العصور الفنية، وتعتبر اليوم من بين المعارض التي تقوم بعرض الأعمال الفنية للفنانين المعاصرين من مختلف أنحاء العالم. كما يضم مبنى «لنباخ» عدداً كبيراً من الأعمال الفنية التي تنتمي إلى مجموعة الفنانين التعبيريين «الفرسان الزرق».
وفي المتحف الألماني، سيجد عشاق الإنجازات التكنولوجية سفناً شراعية ونماذج نووية وطواحين هواء وكبسولات فضائية وقاطرات ديزل، وآلات مستخدمة في مجال الصناعة، وآلات الأرغن، وسفن إنقاذ وغيرها الكثير. ولا يعتبر هذا المتحف واحداً من أقدم متاحف التاريخ الطبيعي والتقني في العالم فقط، بل يُعد كذلك أحد المتاحف التي تتمتع بأكبر عدد من الزوار.
كما تتمتع الفاعليات الثقافية والمهرجانات التقليدية بشعبية كبيرة على الصعيد العالمي وعلى رأسها مهرجان أكتوبر (أكتوبر فيست)، الذي يُسمى شعبياً (فيزن). ويعتبر هذا المهرجان، الذي يقام في ميونيخ منذ عام 1810، أكبر مهرجان شعبي في العالم. وتشهد المدينة الكثير من البرامج المتفردة التي تُقام على منصات مسارحها العالمية ودور الأوبرا الشهيرة التي تضمها.
نكهات فريدة!
ولا يقتصر تنوع الطابع الثقافي على الموسيقى فقط، بل يمتد إلى مشهد الطعام الذي يتصدره طهاة عالميون و أطباق متنوعة بين المحلية والدولية والكثير غير ذلك! فمن المعروف أن العين تتمتع بمنظر تقديم الطعام أيضاً، لذلك تعد مدينة ميونيخ العنوان الصحيح لمتعة متعددة الوجوه: متعة منظر الطعام الذي يفتح الشهية، متعة الطعام اللذيذ، متعة الأجواء المثيرة التي تخاطب كل الحواس، ومتعة تناول الأطباق اللذيذة في أماكن محاطة بمناظر خلابة.
وفي هذا الإطار، توفر مدينة ميونيخ عشرات الآلاف من المطاعم والمقاهي لخدمة أهل المدينة وزائريها، والتي تقدم المأكولات والمشروبات التي تناسب جميع الأذواق والرغبات ومختلف الميزانيات أيضاً. ففي الوقت الذي تجذب المأكولات التقليدية في بافاريا السائحين منذ مئات السنين، تحفل المدينة أيضاً بعدد كبير من المطاعم العالمية وذلك بفضل تعدد الجنسيات التي تعيش فيها. والشيء المؤكد هنا: سيجد كل زائر الأطباق التي يحبها، سواء كان من محبي المطبخ الحديث أو التقليدي أو البافاري المتواضع.
ويمكن إيجاد العديد من المطاعم في فنادق ميونيخ وما حولها، فالموقع الممتاز للعديد من الفنادق في قلب المدينة يجعلك تتمتع بمناظر خلابة تضفي على إقامتك نكهة متفردة. ويقع العديد من الفنادق العريقة في وسط ميونيخ القديمة بالقرب من مطعم «هوف برايو هاوس» المشهور عالمياً والذي يفوح منه عبق التقاليد البافارية القديمة. وبينما توفر مطاعم الفنادق الراقية والفخمة قوائم مثيرة من الأطباق العالمية اللذيذة، فإنك ستحظى في مطاعم الفنادق العريقة بفرصة تذوق المأكولات والأطباق الشهية الخاصة بولاية بافاريا ومنطقة جبال الألب.
وإلى جانب المطاعم المتواجدة في فنادق ميونيخ، يقدم بعض المطاعم المستقلة مأكولات المطبخ البافاري التقليدي إلى جانب برنامج ترفيهي يتألف من عدة أنواع من الفنون تتضمن المسرح، والأوبرا، والكوميديا، والمسرحيات الموسيقية، والجاز، والموسيقى البرازيلية، والتقليد الساخر، إلى جانب الموسيقى الكلاسيكية. ويقدم العديد من مطاعم ميونيخ الأخرى أطباق خمس نجوم وعدداً من إبداعات أشهر الطهاة وآخر قوائم الطعام المبتكرة مع عناصر عرض مثيرة، حيث تدخلك في عالم جديد وأجواء مذهلة تداعب كل الحواس، تشاهد خلالها الألعاب البهلوانية والمقدمين الكوميديين، بالإضافة إلى العديد من العروض الترفيهية الأخرى التي تسلب الألباب، بحيث يمكنك أن تقتنص الفرصة المناسبة لتنسى ضغوط الحياة اليومية، لتضحك، لترفه عن نفسك وتستمتع بالأطباق اللذيذة.
أما المطاعم الإيطالية والتركية واليونانية فلها تقاليد عريقة في ميونيخ، وانضم إليها أيضاً مطاعم لبنانية وأفغانية وهندية وغيرها من المطاعم الآسيوية التي تلقى إقبالاً كبيراً، ما شجع الفنادق العالمية في ميونيخ على السير في هذا الاتجاه. علاوة على ذلك، تضم ميونيخ مطاعم نباتية عديدة. بل حتى في مطار ميونيخ الدولي سيحظى الزوار بخيارات عديدة من المطاعم التي تقدم مجموعة من المأكولات والمشروبات التي تمتد من الوجبات السريعة إلى مطاعم الذواقة، حيث أن الطعام الممتاز والتصميم الجميل يجعلان المرء يرغب في البقاء هناك لفترة أطول. وتتميز مطاعم مطار ميونيخ بنكهتها الدولية تماماً، كما هي حال ركاب المطار.
وبينما يمكن الزوار خلال فصل الشتاء التمتع بالمأكولات اللذيذة وبالأجواء المفعمة بالدفء داخل مطاعم المدينة، يمكنهم خلال فترة الصيف الاستمتاع بالأطباق الشهية في الهواء الطلق ومشاهدة المناظر الطبيعية والرومانسية الفريدة.
مقصد الأذواق الرفيعة
وبالنسبة إلى عشاق التسوق، فمن المؤكد أنهم سيكونون على موعد مع جولات مثيرة عبر شوارع التسوق الراقية في المدينة، لا سيما مع وجود العديد من عناوين الفخامة والترف فيها. فالفخامة تمثل شعار أشهر شوارع ميونيخ «ماكسيميليان»، الذي يزخر بمتاجر راقية تحمل بصمات أشهر مصممي الأزياء والموضة. فهنا ستجد كل ما هو مميز وذو جودة عالية، من أحدث المجوهرات الثمينة وأجملها إلى الساعات والأحذية والأزياء العالمية الراقية.
ومثلما أنه لن يتعذر عليك إيجاد ما تبحث عنه في ميونيخ، فإنك لن تشعر أيضاً بالملل خلال تسوقك في شوارعها. وما عليك هنا سوى تجربة التسوق في منطقة المشاة في وسط المدينة، وذلك حول شارع (نويهاوزر شتراسه) وشارع (كاوفينغر شتراسه) وميدان (مارين بلاتس)، حيث تتواجد المتاجر والفروع العديدة لجميع الماركات الأوروبية، فهذه المنطقة تعتبر من أشهر مناطق التسوق في ألمانيا كلها. كما توجد أيضاً تشكيلات راقية من الملابس داخل ما يُعرف بالباحات الخمس (فونف هوفه) التي تتميز بأناقة تصميمها وبممراتها الجميلة.
والجميل في ميونيخ ليس فقط توفيرها إمكانات متعددة للتسوق، بل إمكانات القيام بذلك في مختلف الفصول! وهنا تعتبر المراكز والمجمعات التجارية أماكن مثالية للتسوق، بخاصة في الأيام الممطرة، منها على سبيل المثال مركز التسوق الأولمبي (أولمبيا آينكاوفس تسينتروم) الذي تم تأسيسه عام 1972 أثناء إقامة الألعاب الأولمبية، ومجمع التسوق (نويبيرلاخ) أو (بيب) حسبما يُطلق عليه أهل ميونيخ، ومجمع التسوق (ريم أركادن)، وكذلك مراكز التسوق المحيطة بميونيخ، كقرية التخفيضات (إنغلوشتادت) التي تقدم أحدث خطوط الموضة بأسعار مخفضة على مدار السنة.
لوحات طبيعة ساحرة
وليس من قبيل المبالغة القول إنه لا يمكن حصر الوجوه الجذابة التي تتميز بها ميونيخ والمنطقة المحيطة بها، فهي إن كانت تجمع بين ما هو تاريخي وعريق وأصيل وبين ما هو حديث وعصري ومتطور، فإنها تتميز بكل تأكيد بالمناظر الطبيعية الساحرة التي تتزين بالبحيرات والأنهار والجبال والقلاع والقصور. ويتجلى هذا العالم الفريد أمام الزوار بأبهى صوره بمجرد قيامهم بجولات استكشافية في محيط هذه المدينة الجميلة، حيث ستسحرهم بلا شك القرى الريفية الجميلة التي لا تزال تحافظ على تقاليدها العريقة، والبحيرات الصافية المتلألئة، وقمم الجبال المهيبة التي تتوجها الثلوج.
ومن الأماكن الجذابة التي تمكن زيارتها في هذه المنطقة تبرز قلعة (نويشفانشتاين) الشهيرة عالمياً، التي قام لودفيغ الثاني ملك بافاريا ببنائها فوق قمة من قمم جبال الألب الساحرة. فتصميمها كان نموذجاً تم الاحتذاء به عند بناء قلعة الحكايات في (ديزني لاند). وتقع قلعة (نويشفانشتاين) بالقرب من القلعة القديمة (هوهون شفان غاو) وبحيرة (ألب زيه) ذات المياه الصافية، وتبعد عن مدينة ميونيخ ساعتين بالسيارة. بعد التعرف إليهما يمكن أخذ الطريق الريفي عبر (شفان غاو) لمشاهدة قلعة أخرى من قلاع (لودفيغ الثاني) وهي قلعة (ليندرهوف)، التي كانت في الماضي استراحة للملك أثناء رحلات الصيد، وهي محوطة بحديقة جميلة والريف الرائع لجبال الألب.
كما لا ينبغي على الزوار تفويت فرصة زيارة قرية (أوبرامرغاو)، فهي تعد واحدة من أشهر قرى بافاريا العليا. وتمثل هذه القرية التراثية الجميلة موطن نحاتي الخشب. كما تشتهر ببيوتها الملونة، ومسرحية الآلام، التي تعرض كل عشر سنوات.
وفي ما يتعلق بالبحيرات، فهي كثيرة، إذ يمكن المرء زيارة بحيرة (شتارنبيرغ) التي تعتبر مقصداً محبباً للرحلات اليومية. وفي الجزء الشرقي من البحيرة تقع بلدة (بيرغ) التي تمثل المكان الذي غرق فيه الملك (لودفيغ الثاني). وتمكن أيضاً زيارة بحيرة (كيم زيه)، التي تلقب أيضاً بالبحر البافاري وتعتبر أكبر بحيرة في بافاريا. وهي تجذب العديد من الزوار في فصل الصيف لما تتمتع به من موقع رائع بالقرب من جبال الألب وما توفره من أنشطة صيفية متنوعة. كما تعتبر (هيرن كيم زيه)، وهي تعد أكبر جزيرة في البحيرة، واحداً من المزارات الهامة للسياح. ولا ينبغي أيضاً تفويت زيارة بحيرة (تيغرن زيه)، التي تكوّن شكلها الحالي خلال العصر الجليدي، فهي تعتبر من الوجهات المفضلة للاسترخاء والنقاهة ومن أفضل الأماكن للرحلات اليومية. كما يمكن الزوار ركوب التلفريك والصعود إلى جبل (فالبيرغ) في (روتاخ إيغرن) للتمتع بمنظر البحيرة الرائع.
وإذا كنت من محبي استكشاف المناجم، فما عليك سوى زيارة منجم الملح في (بيرشتسغادن). فلسنوات عديدة كان يسمح فقط لعمال المنجم بدخول نفق الملح ذي النظام المعقد. واليوم وبعد استخلاص الملح من المنجم لمدة زادت عن 500 عام تم افتتاح المنجم للزوار ومحبي الاستكشاف كي يتعرفوا إلى كيفية استخلاص الملح ذي العلامة التجارية المعروفة باسم (باد رايشنهال). كما يمكن أيضاً تناول وجبة الغداء في هذا الموقع المميز.
ومن الأمور الأخرى التي يمكن التمتع بها هو القيام برحلة بواسطة القطار المسنن إلى النهر الجليدي في (تسوغ شبيتسه)، والذي يعد أعلى جبل في ألمانيا بارتفاع يبلغ 2962 متراً. فهنا يمكنكم تنشق هواء الجبل النقي والتنزه قليلاً لاستكشاف النهر الجليدي. وتعتبر درجات الحرارة المنخفضة وسقوط الثلوج من الأمور التي يمكن توقعها دائماً في فصل الصيف.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.