أنهى النجم السوري عبّاس النوري تصوير مشاهده في المسلسل الاجتماعي «تعب المشوار» مع المخرج سيف سبيعي والكاتب فادي قوشقجي، ويستعد لتصوير مسلسله الثاني للموسم المقبل بعنوان «طالع الفضة» من تأليفه بالمشاركة مع زوجته الكاتبة عنود الخال، وإخراج سبيعي أيضاً. «الحياة» التقت النوري وسألته عن هذين العملين ورأيه في بعض القضايا الدرامية والثقافية في سورية والعالم العربي. عن المسلسل الأول يقول النوري: «تعب المشوار» مسلسل اجتماعي يسلط الضوء على التربية الشرقية التي تبدأ بمنطق العيب وتنتهي بالحرام. وهذه ثقافة تخلّف، إذ لا توجد لدينا حرية في الحب، وحرية في التعبير عن العواطف. ثم أن أكثر عواطفنا مشتبكة مع الغرائز والعقد، وبخاصة عند جيل الشباب الذي يحب مدفوعاً بغرائزه وشهواته وعقده، فعواطفنا غير حرة، ومنطلقة من مكبوتات المجتمع. هذه الأمور سيساهم المسلسل بإلقاء الضوء عليها وكشفها للمشاهد العربي، إضافة إلى عدد من القضايا الاجتماعية الأخرى». وعن مسلسل «طالع الفضة» الذي سينطلق تصويره مطلع العام المقبل، والذي أدرجته الصحافة والإعلام تحت بند الأعمال الشامية أو أعمال البيئة، يقول: «أولاً يجب عدم تناول «طالع الفضة» على مستوى الإعلام كعمل شامي، مع أن أحداثه تجري في منطقة شامية جداً هي طالع الفضة. والسبب أن أعمال البيئة الشامية مثل «باب الحارة» و «الدبور» و «بيت جدي» و «ليالي الصالحية» وسواها، استثمرت هذه الحالة والشخصيات الشامية كعنصر جذب إعلامي وسياحي، فتحولت الشام معها إلى شروال وشوارب وكلام بطريقة البوجقة. أما في «طالع الفضة» فنحاول تقديم قصة اجتماعية جرت في ذلك الزمن، ومن الممكن أن ندرج هذا العمل تحت بند الأعمال التاريخية». وحول اعتماد العمل على التوثيق في مرجعيته التاريخية يقول النوري: «يجب ألا نخلط المفاهيم، ف «طالع الفضة» لا يندرج تحت بند التوثيق، كما أن كل الأعمال التاريخية العربية في السينما والتلفزيون لم تعتمد التوثيق الصحيح، لأن التوثيق مدمر، فهو يدمر كل المحرمات وتاريخنا مليء بها. من هنا من الصعب أن نلقي على تاريخنا نظرة في شكل طبيعي، وبالنسبة الى «طالع الفضة» فهو من تاريخ الشام وتاريخ الناس التي عانت الكثير من الصراعات». وعن حصيلة الموسم الماضي للدراما السورية يقول: «تجربة العام الماضي مرضية وناجحة في بعض آفاقها، وإن لم ترض بعضهم وتصل إلى المستوى الذي حصل في العام الذي سبقه. فالدراما هي تجارب، والكلمة الأولى والأخيرة مرهونة بلحظة المشاهدة، فإما تستطيع أن تلامس مزاج المشاهد أو لا تستطيع». أما عن مفهوم الجرأة في الدراما ورأيه بهذه القضية فيقول النوري: «عندما نعكس الحياة في الدراما، فالغاية لا تكون إبراز جرأتنا وقدرتنا على الخروج عن الرقابة. إنما من واجب الفنان أن يقدم كل ما يشبه الحياة، حتى يؤكد احترامه للمشاهد. وكفانا استهانة بالمشاهد وبعقله، فأن نقدم له أجمل الصور المعقمة عن واقع اجتماعي سيء، هو عبارة عن تواطؤ مع رقابة ضيقة الأفق، وسيئة النية». وعن نتائج الحملة التي أطلقها النوري لاعتبار القدس عاصمة أبدية للثقافة العربية، يقول: «إذا كانت جولة فنحن كسبنا الجولة، ولا أستطيع أن أنسب هذا الانتصار الى نفسي، فمساهمة الكثير من النجوم السوريين الذين تبنوا الموقف كان لها أثر كبير، إضافة إلى دعم المواقع الإلكترونية السورية مثل «شام برس»، والصحف مثل جريدة «الوطن»، ودعم الناس. هذا كله شكل ضغطاً معنوياً كبيراً على المشهد الثقافي العربي، والموقف الثقافي العربي، والشكر الكبير أخص به الدوحة ووزير الثقافة القطري الذي تبنى الموقف، وطرحه في مجلس وزراء الثقافة العرب، للحصول على قرار بإعلان القدس عاصمة أبدية للثقافة العربية». ويضيف: «الغاية من هذه الحملة أن نؤكد حضور الثقافة العربية منطلقة من القدس مدينة الله على الأرض، مدينة كل الثقافات والأديان. فالعالم أجمع يدين للقدس كقبلة في أديانه وصلاته، وحتى انتماءاته العقائدية.