انخرط 670 مريضاً ومريضة نفسيين في برنامج علاجي يعتمد على الرسم، اعتمده مجمع الأمل للصحة النفسية في الدمام. وقام المرضى بعمل لوحات شاركوا بها في «المعارض التشخيصية» التي ينظمها المجمّع، وإضافة إلى استخدام الرسم كنوع من أنواع العلاج للمرضى النفسيينفإن المجمع يعتبره «أداة من أدوات التشخيص التي يعتمدها الفريق العلاجي، إلى جانبنشر الوعي، خصوصاً في المجال النفسي». ويؤكد معالجون في المجمّع أن لوحات المرضى «تلقى إقبالاً من زوار المعارض الذين يسألون عن تفسيرها، ويرغبون في معرفتها، فهي تحتاج إلى شرح، لأن بعضها مُعقد وغير واضح المعالم، لكنها ترمز إلى شيء ما في نفسيّة المريض». مشيرين إلى فنانين عالميين مثل سلفادور دالي وفان جوخ كانوا مرضى نفسيين، وأدخلوا مصحات نفسية، مؤكدين أن «المرض النفسي لا يعني العجز عن أداء المهام، وعدم امتلاك القدرات والمواهب». وقالت الاختصاصية النفسيّة مديرة العلاقات العامة والتوعية الصحية ابتسام الدوسري: «إن المريض النفسي قد لا يتمكّن من البوح بمشاعره، أو لا يتمكن من التعبير عما يجول في خاطره، أو تكون لديه انفعالات واهتمامات كامنة»، مضيفة: «نستفيد من استخدامه للألوان والورق في الرسم كأداة تشخيصية، لمعرفة ما يجول في نفسه من انفعالات داخلية، وأيضاً لشغل وقت فراغه وإمتاعه وتسليته، وإكسابه مهارة. وتعد هذه الطريقة ضمن الأدوات التشخيصية التي تستخدم لمعرفة حال المريض المزاجية، وهي موجهة للقادرين من المرضى الذين تتميز حالهم بالاستقرار». ويبدأ المريض النفسي (إذا كانت حاله مُستقرة، وقادر صحياً على الاندماج مع مجموعة) بالجلوس في قاعة التأهيل لممارسة هوايته. وأوضحت الدوسري، أن «استقرار الحال مهم جداً، إذ يبدأ العمل مع الورق والألوان، وتترك له الحرية في اختيار الموضوع، ويقوم بالرسم والتلوين. وبعد الانتهاء من الرسم، يستمد الفريق العلاجي المعلومات التي قد تساعد في تشخيص الحال، لناحية المزاج، عبر الموضوع الذي اختاره، وكذلك عن طريق اختيار الألوان. وبعد ذلك يتم الحديث مع المريض، ومناقشة الرسم مع اختصاصي التأهيل، والحديث عن الصورة والألوان، كي يفسر ما تعتريه من مشاعر وأحاسيس، ومن خلالها يتم تجميع المعلومات الوافية في هذا الجانب، التي تساعد في التشخيص واستقرار الحال». كما يتابع المعالجون الحال النفسية للمريض من خلال الرسم. وأضافت: «الرسم الأول الذي قام المريض برسمه فور دخوله لقسم التنويم يختلف تماماً عن الرسم بعد متابعة حاله وعلاجه، إذ نجد تغيراً في شكل الرسم والمضمون والألوان». وبينت أن «الاضطراب النفسي هو مرض مثل أي مرض يصيب أعضاء الجسم. وتستطيع أن تلاحظ المرض من خلال علاماته، كارتفاع في درجة الحرارة، أو تحديد موضع الألم. بينما المريض النفسي نستطيع التعرف عليه، من خلال سلوكيات تكون بعيدة عن السلوك الطبيعي، أو قد تكون مختلفة، فمثلاً بدل أن يحزن على وفاة شخص، تراه يضحك. وهذه السلوكيات غير الطبيعية بسبب تأثير خلل في الموصلات العصبية في الدماغ، أو خلل عضوي. ما يستدعي عرضه على أطباء نفسيين»، داعية كل أسرة يوجد لديها مريض إلى «المسارعة بعلاجه في مجمعات الأمل المنتشرة في كل مناطق المملكة». رسمتان لمريضين نفسيين في الجلسة العلاجية. (&) عبدالعزيز الغامدي خلال مشاركته في أحد المعارض وحوله رسوم لمرضى. (أحمد الهبدان)