على مدار تسعة أيام، احتضنت مدينة شرم الشيخ الساحلية المصرية أعمالاً شبابية في مجال المسرح، تباينت بين الكوميديا والتراجيديا ومسرح الشاطئ ومسرح العرائس، في إطار الدورة الثانية لمهرجان المسرح الشبابي الذي تنظمه جمعية نادي المسرح المصري، برعاية وزارات الثقافة والسياحة والشباب، علماً أن هذه الدورة حملت اسم المخرج المسرحي الراحل كرم مطاوع تكريماً لمسيرته في إثراء المسرح. كانت تونس ضيف شرف المهرجان وقدمت عرضين من أصل 15 عرضاً مسرحياً من مصر، العراق، عُمان، الأردن، البحرين، كندا، فرنسا، إيطاليا، كوريا الجنوبية، ألمانيا. فيما مُثلت دول أخرى عبر أكاديميي المسرح ورؤساء المهرجانات الذين شاركوا في ندوة حول «التحديات التي تواجه المهرجانات المسرحية في الوطن العربي سعياً نحو التكامل والدعم المتبادل». وأدار الندوة رئيس مهرجان الكويت الدولي للمسرح الدكتور فهد الهاجري بمشاركة مدير مسرح قرطاج في تونس الأسعد الجاموسي، ومدير مهرجان الشارقة الإماراتي أحمد أبو رحيمة، والناقد السوداني عصام أبو القاسم وآخرين. شاركت في المهرجان فرق مسرحية طالبية من جامعات القاهرة، عين شمس، جنوب الوادي، جنوبسيناء، شمال سيناء، انخرط أفرادها في ورش للإخراج المسرحي، مسرح الشارع، السينوغرافيا، التمثيل، مسرح العرائس. وأقيمت ضمن المهرجان حفلة تأبين لأستاذ الدراما في أكاديمية الفنون المسرحية الدكتور عبد المعطي شعراوي الذي رحل خلال فترة إقامة المهرجان، وهو تخصص في دراسة عالم الأساطير، سواء في جامعة حلوان أو عين شمس، وأكاديمية الفنون المسرحية التي ظل يدرّس فيها حتى أيامه الأخيرة. وقالت رئيسة لجنة المشاهدة والاختيار في المهرجان الفنانة وفاء الحكيم ل «الحياة»: «إنحاز المهرجان في اختياراته للعروض المشاركة إلى الأعمال الشبابية الخالصة التي تتناول قضايا مهمة بما يعكس دور الفن في معالجة قضايا مجتمعاته أو على الأقل طرحها بسبل غير تقليدية، وذلك عبر أعمال تنوعت بين الكوميدي والتراجيدي والعبثي والواقعي... إضافة إلى مسرح الشاطئ الذي قدمته فرقة عراقية كنوع من التكامل وتبادل الخبرات في ظل عدم انتشار ذلك النوع من العروض في مصر وغيرها، فضلاً عن الاستفادة من المدينة الساحلية السياحية التي احتضنت المهرجان». والعمل العراقي المقصود عنوانه «موت صالح للشرب»، وهو جاد ويتناول قضية الهجرة غير الشرعية. وكان وزير الثقافة المصري حلمي النمنم افتتح المهرجان مؤكداً «المغامرة في إطلاق المهرجان الذي يقوم كلياً على فرق شبابية، علماً أن الشباب أثبتوا خلال الدورة الأولى أنهم يستحقونها»، مثنياً على المشاركات العربية وخصوصاً العراقية.