أعلن الزعيم الديني مقتدى الصدر تعرضه للتهديد، ودعا أنصاره إلى «الاستمرار في ثورة الإصلاح» إذا اغتيل، كما دعا «الجيش إلى تولي إدارة الموصل بعد تحريرها وليس أي قوات أجنبية»، فيما حذر رئيس الوزراء العراقي السابق نوري المالكي في خطبة في الوقت ذاته، من «حرب عالمية في الشرق الأوسط بسبب التدخلات والصراعات». أمنياً، أعلن المرصد العراقي لحقوق الإنسان أمس، انتشال 500 جثة من تحت الأنقاض في الجانب الأيمن للموصل، بعد يوم على انتشال وحدات الدفاع المدني نحو 100 جثة جراء القصف الجوي وتعرض الأحياء المحررة لهجمات بقذائف الهاون يطلقها مسلحو «داعش». وخاطب الصدر عشرات الآلاف من المتظاهرين في ساحة التحرير في بغداد، ملوحاً ب «مقاطعة الانتخابات في حال بقاء المفوضية على ما هي عليه الآن، فبقاؤها مع القانون المجحف يعني أننا سنأمر بالمقاطعة لبقية الحياة». وزاد أن «غالبية السياسيين الفاسدين لن يعودوا مرة أخرى بالفساد فحسب، بل إن غالبيتهم أصبحت ذات مال وسلاح وسيحاولون إخضاع المتظاهرين أو المواطنين عامة ليزجوا بالناس في مخطط دولي واقتتال داخلي»، محذراً من «انتخاب الفاسدين»، ومشدداً على وجوب «اختيار أصحاب الكفاءة لإنهاء معاناة الشعب العراقي». ودعا الصدر أنصاره إلى «استمرار ثورة الإصلاح»، وقال: «لسنا ممن يخافون من التهديد بالقتل أو الموت، كما دأب الكثيرون منهم على إيصال رسائل التهديد، ولم يرقبوا فينا إلا إحدى الحسنيين، والرسائل باتت واضحة وجلية، إن نجحوا بقتلي أو اغتيالي أسألكم الفاتحة والدعاء». وحضهم على «الحفاظ على سلمية التظاهر»، مشيراً إلى أن المحتجين «أرعبوا السياسيين الفاسدين (فمنعوهم) من دخول المنطقة الخضراء، ويجب أن تستمر ثورة الإصلاح حتى يتم تحقيق أهدافها بلا كلل أو ملل والمحافظة على سلميتها إلى النهاية». وشدد على ضرورة «دعم الجيش ومساندته في حربه التي يخوضها لتحرير الموصل من قبضة داعش، وأن يتولى إدارة المدينة بعد تحريرها وليس أي قوات أجنبية». وقبل يوم من التظاهرة، أكد الصدر أنه يرغب في «حل كل الميليشيات، وبينها تلك التابعة له المعروفة بسرايا السلام»، وذلك في إشارة إلى فصائل «الحشد الشعبي»، وأضاف أنه يفضل: «فور الانتهاء من المعركة أن يجرى حوار عاجل مع كل الأطراف في البلاد لتلافي وقوع نزاعات بين السنّة والشيعة، وكذلك بين العرب والأكراد». في غضون ذلك، ألقى نائب رئيس الجمهورية رئيس الوزراء السابق نوري المالكي، الذي يعد من ألد خصوم الصدر، كلمة خلال مهرجان في كربلاء (جنوب) حذر فيها من حرب عالمية في «المنطقة الإسلامية» بسبب «التدخلات والصراعات». وقال إن «إعداءنا يحاولون في كل مرة إثارة الطائفية بين المذاهب لإحداث فرقة بين المسلمين، لذلك تجب محاربة كل من يحاول بث الكراهية وتدمير المسلمين باسم الدين». وزاد أن «المنطقة ملتهبة وتنذر بحرب عالمية بسبب التدخلات والصراعات».