لعقود طويلة لم يُثر وصف السيدات اللواتي استطعن إعالة أسرهن أو كنّ نماذج مشرّفة يُحْتذى بهن بأنهن «سيدة ب100 رجل» أي حساسية تذكر، غير أن الوصف ذاته ومع ارتفاع وتيرة المطالبة بحقوق المرأة ومساواتها بالرجل في التعلم والعمل، بات ينظر إليه باعتباره جزءاً من قيم ذكورية سائدة وممارسات عنصرية ضد المرأة التي «لا ينظر إلى تفوقها إلا في إطار الرجل باعتباره الجنس الأفضل وأن وجوده أهم من السيدات من دون وجود دلالات على ذلك، ثم فالسيدة المميزة هي (ست ب100 ست)» وفقاً للناشطة هادية عبدالفتاح التي أطلقت مبادرة بعنوان «ست ب100 ست» للإضاءة على نجاح سيدات في ميادين مختلفة. خاضت عبدالفتاح جولات ميدانية تدون قصص سيدات استطعن تحقيق طموحاتهن في مجالات متباينة وتنشرها على «فايسبوك» بهدف إطلاع المجتمع عليها. وتقول: «التقيت نماذج مشرفة من فئات عدة، بداية من البائعات البسيطات في الأسواق حتى صاحبات مشاريع خاصة، سواء اللواتي يعملن في مشروع ذي طابع نسائي أو ممن دخلن مجالاً ظل لفترة طويلة حكراً على الرجال، مثل مدربات الصالات الرياضية. وأردت سماع قصصهن والإضاءة عليها». وفي مرحلة لاحقة، أطلقت عبدالفتاح دعوة إلى الفتيات للكتابة عن سيدة مثلت مصدر إلهام لهن ضمن مبادرة «ملهمتي أنا» بالتزامن مع احتفالات عيد الأم، وقد لاقت رواجاً. فكتبت، مثلاً، مروة مصطفى عن عمتها فاطمة طه التي على رغم زواجها في سن مبكرة أصرت على إكمال دراستها الثانوية، وتُوفيّ زوجها وهي في ال24 من العمر، فتحملت أعباء الأسرة إلى أن أتمت تعليم أبنائها الذين وصلوا إلى مراكز مشرّفة، ثم أكملت دراستها الجامعية في مجال إدارة الأعمال. تقول عبدالفتاح: «يستمر التدوين في «ملهمتي أنا» لتكريم الأمهات حتى نهاية آذار، نعاود بعدها البحث عن سيدات يستحققن وصف ست ب100 ست».