حذرت وزارة الخارجية الصينية من أن الوضع في شبه الجزيرة الكورية «بات عند مفترق طرق جديد» بعدما كشف مسؤول أميركي أن إدارة الرئيس دونالد ترامب تدرس فرض عقوبات واسعة تهدف الى عزل كوريا الشمالية عن النظام المالي العالمي، في إطار مراجعة شاملة تجريها لإجراءات مواجهة تهديدات البرنامجين النووي والصاروخي لبيونغيانغ. وأوضح المسؤول الذي رفض كشف هويته أن «العقوبات ستكون جزءاً من نهج متعدد الأبعاد لزيادة الضغط الاقتصادي والديبلوماسي من خلال تهديد بنوك صغيرة ومؤسسات في الصين تنفذ عمليات تجارية غير شرعية مع كوريا الشمالية بمنع عملها في إطار النظام المالي الدولي. وسيواكب العقوبات تعزيز دفاعات الولاياتالمتحدة وتلك لحليفتيها كوريا الجنوبية واليابان». وأشار الى أن واشنطن «تعطي أولوية لخيارات أقل خطورة»، رغم أن وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون صرح خلال جولته الآسيوية الأسبوع الماضي بأن «الإدارة الجديدة لا تستبعد خيار تنفيذ ضربات عسكرية استباقية ضد نظام بيونغيانغ، والمطروح منذ فترة طويلة». وتوقع المسؤول أن يعرض إتش.آر ماكماستر، مستشار الأمن القومي لترامب، التوصيات السياسية الخاصة بكوريا الشمالية خلال أسابيع، وربما قبل قمة سيعقدها ترامب مع الرئيس الصيني شي جينبينغ في مطلع نيسان (ابريل) المقبل، ويعتقد بأن ملف بيونغيانغ سيتصدر جدول أعمالها. والتقى ترامب بماكماستر السبت الماضي، بعد ساعات على تباهي كوريا الشمالية بنجاحها في اختبار محرك صاروخي متطور يرجح مسؤولون وخبراء أنه جزء من برنامج يستهدف إنتاج صواريخ باليستية عابرة للقارات قادرة على ضرب الولاياتالمتحدة. وقال ترامب بعد اللقاء إن الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون «يتصرف في شكل سيئ جداً». وفي رد على تحذير تيلرسون، أفادت وزارة الخارجية الكورية الشمالية بأن «بيونغيانغ تملك الإرادة والقدرة على الاستجابة الكاملة لأي حرب ترغب الولاياتالمتحدة في خوضها». على صعيد آخر، اعتذرت الرئيسة الكورية الجنوبية المعزولة باك جون هاي للشعب لدى وصولها إلى مقر ممثلي الادعاء لاستجوابها بتهمة التواطؤ مع صديقتها تشوي سون سيل للضغط على شركات كبيرة من اجل تقديم تبرعات لمؤسستين دعمتا مبادراتها السياسية. وقالت باك في أول تعليق مباشر وجهته الى مواطنيها منذ عزلها في 10 الشهر الجاري: «أعتذر للشعب. سأتعاون مخلصة في التحقيق»، علماً انها قد تواجه عقوبة السجن لمدة أكثر من عشر سنوات إذا دينت بتلقي رشاوى من رؤساء لشركات كبيرة بينهم جاي واي لي، رئيس مجموعة «سامسونغ». وتجمع مئات من أنصار باك، ملوحين بالأعلام خارج منزلها في منطقة غانغنام الراقية في سيول.