الحساسية لا تختفي كلياً مع التقدم في السن، لكنها تخف مع الوقت، ويعيد الباحثون ذلك إلى أن كبار السن يتراجع لديهم رد فعل الجسم تجاه المواد المسببة للحساسية لأن الجهاز المناعي يضعف مع السنوات. والحساسية مشكلة شائعة لدى الملايين حول العالم، وهي تحدث نتيجة عوامل مثيرة، من بينها العوامل الوراثية التي تشكل وحدها نسبة 25 في المئة، ويعمل العلماء جاهدين من أجل كشف المورثات (الجينات) "المتورطة"، الأمر الذي يساعد في ابتكار علاجات جديدة. وتظهر الحساسية في أعضاء مختلفة في الجسم، أهمها الأنف والصدر والجلد، وأوضحت دراسات حديثة أن الحساسية الجلدية زادت في شكل ملحوظ في السنوات الأخيرة وهي في تصاعد مستمر. ويعد الشرى من أكثر أنواع الحساسية الجلدية انتشاراً، إذ لا يكاد شخص يسلم من شره، وهو يحصل بعد تعرض الجسم لأحد مسببات الحساسية، مثل الطعام أو الدواء أو العطور أو لدغ الحشرات أو غيرها، لكن في 50 في المئة من الحالات لا يمكن معرفة السبب. وعندما يتعرض الجسم لواحد من مثيرات الحساسية يرد الجهاز المناعي على ذلك بإنتاج أجسام مضادة لمحاربته، فتنشب معركة بين الاثنين يمكن أن يكون أحد عناوينها ظهور الشرى على الجلد في شكل مباغت وعلى هيئة اندفاعات جلدية متورمة حمراء أو باهتة اللون مرتفعة قليلاً عن سطح الجلد وترافقها حكة شديدة. وتدوم اندفاعات الشرى عادة دقائق أو ساعات ولا تبقى أكثر من 24 ساعة، وهي ترحل من دون أن تترك أي آثار. والشرى ليس مرضاً خطيراً على الصحة، اللهم إلا في بعض الحالات النادرة جداً، إذ يكون شديداً ويطاول منطقة الحنجرة.