يُكتَب تاريخ السينما في مصر غالباً من وجهة نظر المنتجين أو الممثلين أو المخرجين، ولم يفكر أحد في أن يفسح المجال لوجهة نظر المصورين الذين لهم الفضل الأول في تطور الفن السابع. المصور سعيد شيمي؛ يتحدث في كتابه «تاريخ التصوير السينمائي في مصر من 1897 إلى 1996»، الصادر عن وزارة الثقافة المصرية؛ عن خمس مراحل متداخلة؛ الأولى سماها (السنوات البِكر) وهي التي بدأت من دوران الكاميرا للمرة الأولى في مصر في عام 1897. وهي مرحلة البدايات ومعرفة ذلك الوافد. المرحلة الثانية، بدأت عام 1927 وهي (مرحلة الرواد) وتميزت بإرساء مفاهيم التصوير السينمائي وبناء أسس الصناعة نفسها واستديواتها وعالمها. ثم تأتي المرحلة الثالثة بداية من عام 1946 مع نهاية الحرب العالمية الثانية وظهور جيل جديد من المصريين لهم الريادة الفنية حتى الآن وما تطوَّر من تقدم تقنيات الآلة والأسلوب لاستخدامها وهي مرحلة (جيل العمالقة). ثم جاءت المرحلة الرابعة بداية من عام 1958 وهي تتميز باستمرار الجيل السابق مع دخول الفيلم الملون وما صاحبه من مشاكل وقد أطلق المؤلف عليها مرحلة (جيل الوسط). والخامسة هي مرحلة (جيل الدارسين) من خريجي أكاديمية الفنون ومعاهد السينما وبداية ظهور أول أفلامهم على الشاشة المصرية. كل مرحلة لها خصائصها الفنية ومميزاتها وأدوات إبداعها ومشاكلها، كما تحمل في طياتها جزءاً من تاريخ مصر الحديثة. ويقول شيمي: «كانت أول محاولة جدية لتعلم المصريين فنون السينما ومنها التصوير بالطبع، ما احتضنته مجلة «الصور المتحركة»/ 1923 والتي كانت مهتمة بأخبار هذا الفن ونجومه، وقد أسست نادياً يحمل اسمها؛ كما أنشأ محمد بيومي أول معهد أهلي في الإسكندرية لتعليم فنون التصوير الفوتوغرافي والسينمائي». ولم يفت شيمي أن يلفت إلى دخول المرأة في العمل الفيلمي كمونتيرة وممثلة ومخرجة مثل فاطمة رشدي وعزيزة أمير وبهيجة حافظ وأمينة محمد وماجدة الصباحي؛ وصولاً إلى نادية حمزة ونادية سالم وإيناس الدغيدي وغيرهن في مجال الأفلام القصيرة، أمثال نبيهة لطفي وفريال كامل ونادية زكي. إلا أن ظهور المرأة كمصورة سينمائية تأخر كثيراً؛ ربما لطبيعة عمل المصور السينمائي الشاقة، وكانت أول امرأة مصرية عملت كمصورة سينمائية هي أبية فريد وعملت كمساعدة مصور مع مديري التصوير وحيد فريد وعصام فريد وعبد المنعم بهنسي ومحمود نصر وكمال كريم وسعيد شيمي (والذي يعتبر أول مصور سينمائي تحت الماء) وغيرهم.