تسبب الإقبال الكبير على الحليب في الصين التي تقام فيها مزارع ضخمة للأبقار لتلبية الطلب المتزايد في دفعها ثمناً باهظاً، بسبب مخلفات تلك المزارع، إضافة إلى تسرب مياهها الآسنة في التربة. ويبلغ رقم أعمال قطاع إنتاج الحليب في الصين المدعوم من الحكومة 38 بليون يورو، ويشير هذا الرقم إلى الاهتمام المتزايد لدى الصينيين البالغ عددهم بليوني و400 مليون نسمة، بهذا المنتج، على رغم أن كثيرين منهم لديهم حساسية على مادة اللاكتوز. ولتلبية هذا الطلب المتزايد الذي كانت تؤمنه سابقاً مزارع صغيرة، أنشئت في الصين مزارع ضخمة تنتج كميات كبيرة جداً من الحليب، لكنها تنتج أيضاً كميات كبيرة من النفايات. وقال أحد سكان الريف في منطقة غانان، رين شانغجون: "في الصيف تكون رائحة روث البقر قوية جداً". وقالت إحدى القاطنات في قرية داشينغ المجاورة: "أكوام الروث عالية مثل الجبال، هذا الأمر سيئ علينا، هذه المزرعة لا تجلب لنا سوى التلوث والضجيج". ومنذ العام 2000، يرتفع إنتاج الحليب أكثر من 12 في المئة سنوياً، مدفوعاً بنمو الطبقة الوسطى وإقبالها عليه، إذ صار ينظر إليه على أنه غذاء صحي بعد غياب قديم جداً من الثقافة الغذائية في هذا البلد. وفي العام 2008، شهدت الصين فضيحة غذائية كبرى، بعدما أصيب 300 ألف طفل بالتسمم بعد تناولهم حليباً للأطفال، واتهم أصحاب المزارع الصغيرة بأنهم كانوا يضيفون مادة الميلامين الكيميائية إلى منتجاتهم. أما في 2014، فأصبح عدد المزارع الصينية التي تضم أكثر من عشرة آلاف بقرة، 56 مزرعة، ما أدى إلى ظهور مشكلات تلوث في عدد من المناطق، خصوصاً بسبب آلاف الأطنان من القاذورات الملقاة من كل نوع ومن روث البقر. وتفرض القوانين أن يستخدم الروث في تسميد الأراضي الزراعية، لكن غالباً ما لا يطبق. ويؤدي اكتظاظ الأبقار أيضاً إلى إصابتها بأمراض مثل الحمى المالطية، والتي يمكن أن تنتقل إلى الإنسان، كما جرى لوانغ دالي الذي كان يعمل في مزرعة في غانان وأصبح اليوم عاجزاً عن العمل، بسبب مرضه الذي أصيب به في العام 2012.