ارتداء الملابس الجديدة والجميلة أمر يجعلنا نشعر بالسعادة، إلا أن هذا الأمر غير وارد لدى عارضات الأزياء، إذ إن وجوههن الصارمة قد تجعلنا نظن أن الابتسامة هي عدوهن اللدود. فما السر وراء عدم ابتسام عارضات الأزياء في الصور؟ ذكر موقع «هافينغتون بوست» أن الأمر يتعلق بتراث قديم، إذ كانت الأسرة الملكية الأوروبية تتميز بالنظرة الارستقراطية المزدرية في معظم صورها في القرن 19، وكانت النظرة تدل على مستوى الطبقة التي ينتمي إليها صاحب الصورة. ويشار إلى أن الوجه المبتسم الودود يعطي شعوراً بالتواضع وحرص الفرد على التقرب من الآخرين وحبه لإظهار المودة وإظهار الآخر أهميته، بينما يشير العبوس أو عدم الابتسام إلى اللامبالاة والازدراء الذي كانت تتميز فيه الطبقات العليا في أوروبا، وما يدفع عارضات الأزياء إلى عدم الابتسام هو أن ذلك قد يدفع النساء الأخريات إلى محاولة تجربة هذه الملابس الثمينة ليصبحن مثلهن. والظهور بوجه غير مبتسم يعطي العارضات صورة راسخة ثابتة لأنه يظهرهن من دون أي انفعالات ويمكنهن من التحكم بعواطفهن، إذ إنه في حال ضحكت العارضة أثناء سيرها فمن الممكن أن تفقد توازنها وتقع متعرضة للسخرية، لكن عدم الابتسام يمكنها من المحافظة على توازنها. ويشار أيضاً إلى أن الهدف من ظهور العارضة لا يكمن في السعي إلى إثارة إعجاب الجمهور بابتسامتها، بل ليجعله يركز فقط على الملابس المعروضة، إذ إن الابتسامة البراقة قد تصرف انتباه المشاهد عن الملابس. وتعتبر النظرة الصارمة الواثقة من أقوى علامات تقبل النفس والثقة فيها، إذ يتوجب على العارضة أن لا تتأثر بأي نظرة سلبية لها من شخص آخر، بل يجب عليها تخطيها بثقة وتقبل. وفي بعض الأحيان، تكون هناك أزياء وملابس غاية في الغرابة من الممكن أن تدفع الجمهور إلى الضحك، لكن الوجه غير المبتسم يعطي انطباعاً قوياً وجدياً، ليجعل المشاهد يفكر جدياً بارتداء الملابس المعروضة مهما كان تصميمها.