لم تخل حفلة توزيع جائزة ساويرس الثقافية على الفائزين بها، من رد غير مباشر على «حملة فايسبوكية» استهدفت لجنة التحكيم وطريقة اختيار الفائزين. وأكد وزير الثقافة المصري حلمي النمنم، في كلمة وجَّهها إلى جمهورٍ امتلأت به قاعة المسرح الصغير في دار أوبرا القاهرة؛ أن هذه الحفلة باتت «عيداً سنوياً». وأضاف: «سبق أن شاركت في إحدى لجان تحكيم جائزة ساويرس، وأعرف أنها تتمتع بقدر كبير من الشفافية والنزاهة». وفي خلفية هذا الرد، أن إشاعات انتشرت على «فايسبوك» عند إعلان القائمة القصيرة للجائزة في فرعي القصة القصيرة والرواية للشباب، في 16 كانون الأول (ديسمبر) الماضي، ومفادها أن عضواً في إحدى لجان التحكيم أفشى أسماء «الفائزين النهائيين». لكن الجائزة، التي منحت في الدورة ال12 مساء أول من أمس لا تحمل اسم رجل الأعمال نجيب ساويرس وحده، وإنما اسم عائلته الناشطة اقتصادياً واجتماعياً منذ عقود. كان واضحاً أن الصفحة الفايسبوكية التي أطلقت الحملة هي لشخص مجهول، إلا أن بعضهم تفاعل مع ما روَّجته وتبناه باعتباره حقيقياً. في تلك الأثناء، أكد الشاعر عبد المنعم رمضان في تصريح لموقع «اليوم السابع»، أنه انسحب من إحدى لجان تحكيم الدورة، «لأنني فوجئت بشخص يتحدث معي في المقهى حول أسماء أعضاء اللجنة ووقائع الجلسة ذاتها». وعلى الفور، نشرت «مؤسسة ساويرس للتنمية الاجتماعية»، بياناً على «فايسبوك» أكد عدم مسؤوليتها عن «البيانات الكاذبة الصادرة عن أي جهات أو أشخاص ممن يحاولون النيل من صدقية الجائزة ونجاحها». ومع ذلك استمرت صفحة الشخص الذي تخفى وراء اسم «هبة فتحي»، في توجيه الاتهام إلى عضو لجنة التحكيم بتسريب بيانات سرية، وزجَّ باسم الروائي إبراهيم عبدالمجيد، مفيداً بأنه انسحب من عضوية اللجنة ذاتها، اعتراضاً على إفشاء أسرارها، وهو ما نفاه صاحب رواية «لا أحد ينام في الإسكندرية». هنا بدأ الأمر يتخذ منحى يؤكد فشل السعي إلى النيل من الجائزة التي تعتبر الأهم مصرياً مقارنة ب «جوائز الدولة» التي تمنحها وزارة الثقافة المصرية سنوياً. وليس متوقعاً أن تتوقف «الحملات الفايسبوكية» التي تستهدف الجائزة في ظل إصرار «لوبي أدبي» على فرض هيمنته على لجان تحكيمها لتتسنى له المشاركة في منحها لأعضاء في اللوبي نفسه وللقريبين منهم. أما قائمة الصفحة الفايسبوكية تلك، فثبت زيفُها بمجرد إعلان أسماء الفائزين، وفي مقدمهم إبراهيم فرغلي عن رواية «معبد أنامل الحرير»، وأحمد الخميسي عن المجموعة القصصية «أنا وأنت» في فئة «كبار الكتاب». وفي فئة الشباب فاز أحمد مجدي همام عن مجموعته القصصية «الجنتلمان يفضل القضايا الخاسرة»، وطه عبد المنعم عن مجموعة «ثلاثة تمارين كتابة لميلان كونديرا»، وهند جعفر عن مجموعة «عَدودة». وفي الرواية فاز علاء فرغلي عن «خيرالله الجبل»، ومحمد ربيع عن «عطارد»، وأحمد الفخراني عن «ماندرولا»، وهيدرا جرجس عن «صياد الملائكة». في النقد الأدبي فازت هالة فؤاد عن «المثقف بين سندان السلطة ومطرقة العامة»، وفي النص المسرحي، فاز أسامه نور الدين عن «مصرايم»، وأسامه الزيني عن «العرض الأخير». وعن أفضل سيناريو سينمائي فاز هيثم دبور عن «عايش»، ومحمود نسيم عن «رجل الحكايات».