على رغم ان القائمين على المهرجان استعدوا لهذه الدورة منذ سنة، وعلى رغم ان كثراً يعتبرون ان أهمية اي مهرجان سينمائي تحدد بمستوى الأفلام المعروضة لا بأي شي آخر، فإن بعض الامور الفنية واللوجستية لعبت ضد المهرجان. فأولاً، لا يمكن فهم غياب الترجمة العربية عن عدد من الأفلام (الفيلم الصيني «الحفرة»)، خصوصاً تلك التي تنضوي تحت خانة افلام المسابقة الروائية الطويلة. كذلك من غير المفهوم سبب غياب المترجمين الفوريين عن افلام كثيرة في هذه الدورة عند اعتلاء نجوم الأفلام وصناعها المسرح (خصوصاً ان الدورة الماضية اكتظت بهم) ليتركوا الساحة ل «المتطوعين»، ما جعل المشاهد على موعد مع صور كاريكاتورية حيّة مثل المشهد الذي حدث بعد عرض الفيلم الروسي «أرواح صامتة» حين عجزت «المتطوعة» عن إيصال أفكار صناع الفيلم. وفي ما خصّ العروض الصحافية، يحيّر قرار المهرجان الاكتفاء بعرض صحافي لفيلم واحد فقط هو «مزهرية» من بطولة كاترين دينوف وجيرار دو بارديو. في هذا الفيلم رأينا صحافيين تلفزيونيين قلّ ان نجدهم عادة في عروض الأفلام، وحين سألناهم عن سبب هذا التحوّل، قالوا: «جيرار دو بارديو رفض إجراء اي حوار مع اي تلفزيون إن لم يشاهد المحاور الفيلم». من هنا، تحية الى الممثل الفرنسي الذي عرف كيف يقتنص الصحافيين لحضور فيلمه، كما عرف (ربما) كيف يضيف عرضاً جديداً لفيلمه لم يكن في حسبان المهرجان.