يرتبط النظام الغذائي عادة بالثقافة السائدة في المجتمع، إذ تنشئ بعض الدول الآسيوية أطفالها على تفضيل الطعام النباتي الخالِ من اللحوم، فيما دول الشرق أوسطية تفضل اتباع نظام غذائي مدعم باللحوم والبروتينات، لأن مفهوم الغذاء النباتي (الخالِ من اللحوم) مرتبط بتساؤلات ومخاوف من أن تلك الأطعمة قد لاتوفر حاجة الجسم من الفيتامينات والمعادن. وتختلف الآراء بين مؤيد ومعارض حول مدى ملاءمة النظام النباتي للأطفال، اذ أن بعض لآباء يرون أن اتباع أبنائهم نظام نباتي يقيهم من الإصابة بالبدانة ويبقيهم محافظين على وزن صحي ومثالي، فيما يختلف البعض في مدى إمكانية أن تسد تلك الأطعمة الحاجات الرئيسة من المعادن والمغذيات لجسم الأطفال. ووفقاً ل «جمعية الحمية الغذائية الأميركية» فإن لأغذية المشتقة من الحيوانات غنية بالبروتينات والأحماض الدهنية والحديد والزنك واليود والكالسيوم وفيتامينات مثل D و B12. ولكن الأبحاث تظهر أن الأطفال الذين يتبعون نظام نباتي ينمون بشكل طبيعي أي في نفس معدل آكلي اللحوم. وأوضحت الجمعية أن هؤلاء الأطفال النباتيين يحصلون في الغالب على نفس كمية البروتين والطاقة وغيرها من العناصر الغذائية الأساسية الموجودة في اللحوم، لافتة إلى أن النظام الغذائي النباتي مدعم بالفاكهة والخضروات والحبوب والبقوليات مثل الفول وفول الصويا والعدس، ولها فوائد صحية للوقاية من بعض الأمراض المزمنة. ويمكن تلبية احتياجات الأطفال الغذائية من طريق استبدال اللحوم بالبقوليات لتوفير الطاقة والبروتين والحديد والزنك اللازم، وتوفر الحبوب الكاملة والبذور والمكسرات أيضاً البروتين والأحماض الدهنية الأساسية والزنك والفيتامينات مثل الحمص ومعجون الفول السوداني والجوز. وبالنسبة لسد حاجات الجسم من الكالسيوم واليود وفيتامين "د"، فإن حليب الصويا المدعم يساعد في تلبية تلك الاحتياجات. وأفاد الباحثون بأن النظام النباتي المنتظم والصحي والمتنوع، مناسب لمراحل حياة الإنسان كافة بما في ذلك فترة الحمل والرضاعة لدى النساء النباتيات، ورغم عدم وجود أي مبادئ توجيهية فإن الخبراء ينصحون بضرورة أن يتابع الآباء أبنائهم لدى اختصاصيو التغذية لإجراء فحوصات دورية، خصوصاً وأن النظام النباتي لا يوفر فيتامين B12. وأوضح الباحثون أن من يقطنون في البلدان ذات الدخل المعيشي المرتفع يتبعون النظام النباتي لأسباب أخلاقية، فيما يتبع الآخرون النظام النباتي تبعاً لمجموعة أسباب منها الثقافية أو الدينية أو الصحية أو الأخلاقية أو الاقتصادية. وكانت النائب في البرلمان الإيطالي إلفيرا سافينو دعت في آب (اغسطس) الماضي إلى تطبيق عقوبة السجن لمدة تصل إلى أربع أعوام على الأهالي الذين يصرون على أن يتبع أطفالهم نظاماً غذائياً نباتياً صرفاً. وطرحت سافينو وهي من حزب «إيطاليا إلى الأمام» المحافظ، مشروع قانون سيحمل الأهالي مسؤولية قانونية عن جعل أطفالهم يتبعون نظاماً غذائياً «يفتقر إلى جميع العناصر الضرورية لنموهم بشكل صحي ومتوازن». وينصح بعض أطباء الأطفال بعدم إطعامهم استناداً إلى نظام غذائي نباتي صرف، إذ إنه يفتقر إلى بعض عناصر المهمة. ويوجد أنواع من النباتيين، منهم من يتناول مشتقات الألبان والبيض، ويتجنب اللحوم والأسماك، في المقابل يوجد من يأكل البيض والألبان والأسماك والنباتات ولا يأكل اللحوم.