كشفت الفنانة التشكيلية الكويتية مها المنصور عن علاقة خاصة تجمعها باللون الأحمر، تسببت في طغيانه على غالبية أعمالها الفنية، مشيرة في الوقت نفسه إلى أن حرصت على توثيق موهبتها بالدراسة لصقل أساسياتها التي برزت منذ وقت مبكر. وقالت المنصور في حديث ل«الحياة» ان «هناك نقطة مهمة أقف أمامها حين يكون الحديث عن الأحمر حاضراً، فهو رمز للحب، والرومنسية، والغموض، وهو أيضاً الدم، والانفعال، والعنف.. باختصار شديد هناك علاقة خاصة بيني وبينه يمكنني وصفها بالميانة». وأضافت أن «اللون الأحمر يشفي التناقضات والصراع الذي بداخلي، وحين أعمل على الأحمر يكون عملي مغايراً عن كل الأعمال التي استخدم فيها ألوان أخرى لجهة تكتيكية». وتابعت المنصور أنه على رغم التناقض والتباين في استخداماتها للون الأحمر، لكنها تعترف بالألم الذي طغى على لوحات معرضها «شغف وشغب»، موضحة أنه «أفلت مني بعض الحزن الذي ظهر للمتلقي من خلال اللوحات التي عرضتها، لكنه لم يخرج في المطلق.. سأقول كلاماً قد أوصف من خلاله بالجنون لكنه حقيقة، الحزن بالنسبة إلي حال جميلة، وهو سبب انطلاق الابداع والمشاعر والأفكار، وعلى رغم أنني أتصف عموماً بالهدوء وقلة النرفزة، لكن الحزن الذي أتحدث عنه لا يعني أنني كئيبة، إلا أنني قد أعيش موقفاً خارجاً عن حياتي الخاصة، طفل يبكي على سبيل المثال، فيظهر مدى تأثري من خلال رسوماتي». وحول معرضها التشكيلي الأول الذي حمل عنوان «شغف وشغب»، قالت انه «ضم 40 لوحة تشكيلية، إضافة إلى فيلمين قصيرين، الأول بعنوان: الجوزاء، ويتحدث عن الصراع الذي أعيشه ويعيشه غيري ومثلت فيه بنفسي، والآخر تحت عنوان: اللحن الأحمر، وهو يحكي عن التناقضات التي يعيشها العالم»، مؤكدة أن «الفنان يتحدث غالباً من خلال الأفلام التي يعرضها -كما حصل معي- عن تفاصيل يراها، بين أحداث، وظواهر، وقصة يعبر عنها ليس بها حوار أو صور واضحة، لكنه يتكئ على الصوت والصورة». ومن جهة الأعمال الخيرية شاركت المنصور بلوحة ذهب ريعها إلى مرضى السرطان، باعتها ب50 ديناراً. وقالت: «لم يطرق أحداً من التشكيليين هذا الباب، وفي المجمل نرى ريع بعض الأعمال يذهب إلى الأعمال الخيرية لكنه بسيط، لذلك أنوي شخصياً المبادرة نحو هذه الخطوة التي يهمشها البعض، ايماناً مني برسالة الفن والثقافة والروحانية، وأود أن أوجه هذه الطاقة والروحانية إلى من يحتاجها فعلاً». وزادت: «قررت في الفترة المقبلة الوصول إلى الأطفال في الحدود الأردنية على سبيل المثال أو اللاجئين والرسم معهم، مستعدة لتنفيذ ذلك على نفقتي الخاصة». وذكرت المنصور انه سبق لها قبل إطلاق معرضها «شغف وشغف» المشاركة مع فنانيين تشكيليين، قائلة: «شاركت في بعض المعارض بحوالى سبعة أعمال تشكيلية، لكنها كانت أشبه بمعارض شخصية». وأضافت: «لكن طرح معرض تشكيلي خاص لم يكن سهلاً بالنسبة إلي، لذلك قدمت من خلال معرضي، الذي يشرح اسمه مضمونه، حديث بين النفس والمشاعر والأفكار والعقل، وكان عنصر الزمن بالنسبة إلي حاضراً، من منطلق فلسفة أؤمن بها، وهي أن اللحظة التي يتلقى فيها الإنسان كلمة أو حدث معين فالبرمجة تختار العقل أو القلب للرسوخ فيها». وللمنصور أكثر من مئة عمل فني، تقول عنها: «بعضها يدفعني لأسأل نفسي كيف رسمتها؟! فهي بالنسبة إلي تعبر عن قلة خبرة وتجربة، ومع ذلك أعتز بها، وبعضها الآخر لا زلت مقتنعة بها، ومن يفقة في التشكيل يعرف قيمة حضور بعض الأعمال». وحول أغلى لوحاتها ثمناً ذكرت المنصور أنها باعت «إحدى اللوحات بسبعة آلاف و500 دينار كويتي إلى مواطن (كويتي)، لجأ إلي كمصممة، واقترحت عليه رسم لوحات جدارية ثلاث تغطي أربعة أمتار من الجدار وتعبر كل منها عن شخصية بناته الثلاث، فالهادئة على سبيل المثال طغى عليها اللون الأزرق، والحيوية طغى عليها اللون البرتقالي... كانت فكرتي ونالت إعجابه». ووصفت المنصور الفن التشكيلي ب «الفاخر والمترف»، مشيرة إلى «رقي الطبقات التي تقدر هذا الفن، إذ إن الذين يتعاملون معه ينتمون إلى الطبقة الراقية العالية، ويعلمون جيداً أهمية العمل الفني ويرونه ثروة قد يورثونها لأبنائهم ويتفاخرون بها كقطع فنية قيمة». ولفتت التشكيلية الكويتية إلى أن «بيع اللوحات ليس مصدر رزق ثابت بالنسبة إلي، فأحيانا أبيع ثلاث لوحات في شهر واحد وأحياناً لا أبيع». وكشفت المنصور أن بعض المشككين في أعمالها فترة ما «دفعوني للأمام، لأثبت نفسي، وضاعفت مشاركاتي، لأثبت موهبتي ورسمت على الملاً أمام أعين الناس لأقطع الشك باليقين». وأكدت خريجة الفنون الجميلة أن «صقل موهبتي بالدراسة كون لدي الأساسيات، لكن ذلك لا يلغي تفوق موهوبين على أكاديمييين». وتابعت: «تعرفت إلى اللون مبكراً، وكنت أرى تقدير موهبتي منذ أيام الدراسة، وعلى عكس مادة الرياضيات التي أجد نفسي فاشلة بها، فقد كنت أنتظر بفارغ الصبر حصة التشكيل التي من خلالها أجد نفسي قريبة إلى أبعد مدى». وعلقت مهما المنصور على مشاركتها في «ملتقى أندورا» بأنها «المشاركة الخارجية الأفضل لي، إذ كنت الفنانة العربية الوحيدة ضمن 44 فناناً عالمياً، ضمن ملتقى الشعوب، والذي شهد حضوراً صاخباً للمتذوقين والتشكيليين والصحافيين»، مشيرة إلى أنها تحدثت من خلاله «عن المرأة الكويتية وأبرز أعمالي».