كشف الروائي والناقد السعودي محمد الدخيل أن فيلم الإثارة والرعب الأميركي «الصبي» لمخرجه وليام برانت بيل، الذي جرى عرضه أخيراً في جمعية الثقافة والفنون في الرياض، يعكس كيف يستعيض البشر عن أبنائهم بالدمى، ويستقدمون له مربية، لكي يتجاوزوا الألم الذي تسببه صدمة فقدان طفل. وأوضح الدخيل ل«الحياة» في تناوله لقصة الفيلم، أن الممثلة لورين كوهان التي تقوم بدور مربية أطفال اسمها غريتا، يطلب منها زوجان إنكليزيان يعيشان في قرية نائية الاعتناء بصبيهم ذو الثمانية أعوام، ويقدمان لها لائحة قواعد لمهمتها تشمل قراءة الشعر، وعزف الموسيقى، وطبع قبلة على رأسه قبل النوم. في حين تكتشف المربية الجديدة أن الطفل الذي جاءت للعناية به مجرد دمية على شكل إنسان، ولكن الأبوين يعاملانه كشخص حقيقي، في محاولة لنسيان حال فقدان الأسرة لطفلها. وبيّن أن غريتا تتعرف على صاحب بقالة مجاورة، وتبلغه بأن عملها الاعتناء بطفل على شكل دمية، تغير ملابسها وتنظفها، فيسخر منها ويظنها تمازحه، ثم تبلغه أن الدمية تتحرك وبداخلها إنسان، لافتاً إلى أن صاحب البقالة لم يصدّق المربية، ما دفعه إلى زيارتها في منزل العائلة التي كانت مسافرة وقتها، وأجلست المربية الدمية ورسمت دائرة حولها، وابتعدت هي وصاحب البقالة عنها، وفوجئ كلاهما أن الدمية ابتعدت أمتاراً عن الدائرة، ما يؤكد أنها تحركت من مكانها. وأشار الدخيل إلى أن وتيرة الفيلم تتسارع حينما تكتشف بعد أخذها حمام أن ملابسها سرقت، وحتى قص جزء من شعرها وهي نائمة، كما تجد عبارات على الجدران مكتوبة بالدم، إضافة إلى أن تلفونها المحمول يرن من دون أن يكون أحد على الخط. وقال: «تجد المربية أن أفضل طريقة للتخلص من الشرور الكامنة في الدمية بحسب الفيلم ضمها إلى صدرها وتنفيذ وصية الأبوين، وتشمل قراءة الشعر وعزف الموسيقى وطبع قبلة على الرأس قبل النوم، لكنها تكتشف من ألبوم صور العائلة أن الطفل الذي يشبه الدمية قتل صديقته في الغابة ومزق جثتها قبل 20 عاماً». وأضاف: «يظهر الفيلم قيام صاحب البقالة بتحطيم الدمية التي تناثرت قطعها في كل مكان، وفجأة يظهر شخص قوي البنية يهاجم من حطم الدمية، وكأنه شاب ثلاثيني خرج من الدمية، بل ويستعين بقطعة من الدمية لتهشيم رأس محطمة، ويبدو أن الطفل الحقيقي كان مختبئ في المنزل طوال 20 عاماً، وخرج بعد تكسير الدمية». وأشار إلى أن من جملة الرسائل التي وصلت إلى البيت أن الأهل يخبروا «ابنهم» أن الفتاة جائزة لك، ما يدفعه لمحاولة السيطرة عليها، إلا أنها تتذكر الوصايا لتخليص نفسها من عنفه، فتبدأ قراءة الشعر والموسيقى فينصاع لها فوراً، إلا أنها تهربت من القبلة بخاصة أن الدم متناثر على وجهه، إلا أنه أمسك يدها في طلب للقبلة. وذكر أن نهاية الفيلم يظهر محاولة الفتاة ترميم الدمية المحطمة، وأعادتها إلى ما كانت عليه، على رغم إدراكها أن الدمية ربما هي مخزن الشر، في محاولة منها لإعادة الشر إلى خزانته التي كان يخرج منها طوال الفيلم.