كشف سفير الاتحاد الأوروبي في السعودية آدم كولاخ أن الاتحاد الأوروبي يسعد بتقديم مساعدته وخدماته للسعودية، ومنها برامج ورؤى تضمنتها «رؤية المملكة 2030»، تشمل برامج تقنية وتعليمية وخدمات نقل وإنشاء شبكة سكك حديدية، مشيراً إلى أن الاتحاد الأوروبي يسعد كذلك بتقديم تجاربه وخبراته في مجال مكافحة الإرهاب ونبذ العنف في المنطقة، مؤكداً أنه سيغادر المملكة متفائلاً بالإنجازات الحالية وتلك الجاري العمل عليها. وأوضح كولاخ ل«الحياة» أمس (الثلثاء) خلال المؤتمر الصحافي في مقر مندوبية الاتحاد الأوروبي في الرياض بمناسبة انتهاء فترة عمله في السعودية بعد نحو 11 عاماً سفيراً لبولندا ثم سفيراً للمفوضية الأوروبية التي باشرت عملها في 2004، أن حجم التبادل التجاري بين دول الخليج العربي والاتحاد الأوروبي تجاوز 150 بليون يورو، مما يؤكد متانة العلاقات الاقتصادية بين السعودية وأوروبا. وبيّن أنه يأمل بألا تقتصر زيارات السعوديين لأوروبا على السياحة والتعليم وتبادل السلع والخدمات، بل تنشط كذلك في إنشاء مشاريع اقتصادية وتجارية، مبيناً أن الشركات الأوروبية تعمل ضمن شبكة مشاريع السكك الحديدية التي تنفذها السعودية ومنها الواصلة بين السعودية والأردن، والمشاعر المقدسة، إضافة إلى شبكات سكك حديد داخلية. وقال كولاخ: «سعدت بعملي كثالث سفير لمندوبية الاتحاد الأوروبي ضمن فريق يتكون من 20 ديبلوماسياً وموظفاً، لتمثيل 28 دولة أوروبية في السعودية، وكانت المملكة تقابل كل وفودنا بكرم وحفاوة وترحاب»، مؤكداً أن دول أوروبا تبحث باستمرار مع شركائها في السعودية التحديات الإقليمية التي تواجهها المنطقة. وأشار إلى أن وجود عشرات الآلاف من الطلاب السعوديين يدرسون في الجامعات يعزز توطيد العلاقات العلمية والحضارية بين أوروبا والسعودية، مستغرباً ممن يركز على الاختلافات ويهمل أوجه التشابه، فالجميع يحلم ببناء الاستقرار والأمن والسلام، وتحفيز الأبحاث العلمية في التعليم العالي، وتطوير الخدمات التقنية، وبناء علاقات طيبة مع الدول الإسلامية. وأضاف: «صحيح أنه لا تربطنا مع السعودية حدود، إلا أننا نجحنا في توحيد جهودنا لمكافحة الإرهاب، كما كان لنا دور في المساعدة في وضع مناهج مدرسية وجامعية». واستطرد بالقول: «حين كنت سفيراً لبولندا في السعودية، كانت مهمات عملي مكرسة لخدمة بولندا بشكل خاص، أما حين عدت إلى المملكة بعد انقطاع أربعة أعوام وعينت سفيراً لمندوبية الاتحاد الأوروبي، كان علي تمثيل كل أوروبا في جميع دول التعاون الخليجي»، مشيراً إلى أن من الصعوبات التي واجهها ازدحام جدول أعماله أحياناً، إذ عليه الحضور في مكانين في وقت واحد، مما يحتم عليه المفاضلة بالأنسب. وقال سفير الاتحاد الأوروبي في السعودية: «أغادر السعودية لشغل منصبي الجديد سفيراً للاتحاد الأوروبي في جيبوتي، وبالتأكيد ستكون تجربة جديدة متنوعة ومختلفة»، مبيناً أن التنوع بين البشر وثقافتهم ولغتهم وسحنتهم يخلق التكامل، مبيناً أن على الجميع تقبل من يحمل لون أو دين أو لغة مختلفة. وأكد أن الدول الأوروبية موحدة بعملة اليورو التي أقرت في 1999، كما يرتبط عدد منها بتأشيرة «الشنغن» التي تسمح لحاملها التنقل في عدد من دول أوروبا. يذكر أن أوروبا وخصوصاً ألمانيا استقبلت آلاف اللاجئين السوريين الهاربين من الحرب في دولتهم، على رغم غرق آلاف منهم في البحر المتوسط بسبب القوارب المتهالكة للمهربين، كما تعد مشكلة انهيار الاقتصاد اليوناني من الإشكالات المفصلية التي يواجهها الاتحاد.