اقتحمت المطربة اللبنانية فيفيان مراد المجال الفني على رغم احتجاج أسرتها، وترى أن اسمها قدراً مكتوباً في الوسط الفني، ولم تنتظر سنوات أكثر لتجرب أدائها الفني العالي أمام 80 مليون مصري بأغنية قدمتها أخيراً ربطت علاقتها بأم الدنيا بعنوان «مصر عظيمة». وقالت مراد في حديث ل«الحياة»: «إن مشوارها الفني ينقصه عمل ضارب»، مؤكدة أن الفن اختارها، وهو أشبه بالدم الساري في عروقها، ولطالما امتدت شهرتها في محيطها بصوتها، ما يدل على أن ميولها تجاه الفن ليست حديثة، فيما مانعت أسرتها خوضها المجال خصوصاً بعد نيل شهادة الهندسة الزراعية. وأضافت: «لم أر نفسي في شهادتي بالمرة، والغناء هو سبب تحسن مزاجي وسعادتي، فضلاً عن ذلك أنني لم أتخذ من الفن طريقاً لنيل الشهرة بأي ثمن، الفن بالنسبة لي لا يعدوا كونه فناً تلمسه لا تراه». وتابعت: «وقفت أمام الجمهور قبل تخرجي من الجامعة، إلا أن باكورة أعمالي انطلقت في العام 2011 من خلال البوم غنائي تعاملت فيه مع الصف الأول من شعراء وملحنين الوطن العربي بعنوان (فوق الكلام)، وصورت منه ثلاث كليبات مصورة، ثم انطلقت بأغنية (الأيام)، وهي العمل المصري الذي مد جسراً من التعارف بيني وبين شعب المصري، بعدها طرحت نحو عشر أغنيات متفرقة». ونجاح فيفيان الذي تتحدث من خلاله يفرض تساؤلاً حول أسباب بقاء شهرتها ضمن نطاق محدود، وهو ما وافقت عليها أثناء المحاورة، مبينة أن ما ينقصها هو «ضربة» وأغنية ذات انتشار عربي كبير لتنال صدى في انتشار يخترق الحدود يلفت النظر لإمكانياتي، قائلة بثقة: «النجوم في لبنان بيعملولي حساب، أؤكد لك ذلك مليون في المئة، لأني أكلة الساحة هون في الحفلات الكبيرة والمرتبة، وأنهيت حفلة شاركت فيها الفنان راغب علامة في شمال لبنان، ثم غنيت مع نوال الزغبي في كارلتون كان، وهو أرقى بقعة في فرنسا، ولدي حفلات قريبة من ضمنها في الجنوب وأستراليا وشرم الشيخ، ذلك لأنني لا أقبل بأية حفلة، بل أختار ما يرفع اسمي في السوق». واستطردت قائلة: «في إحدى أغنياتي المصورة جسدت دور امرأة عاقر، والمواقف التي تمر بها، لأنني أبحث عن رسالة ومضمون وليس مجرد الحصول على الشهرة»، واصفة أصداء عملها الأخير بعنوان «مصر عظيمة» ب«الأكثر من رائعة»، مؤكدة أن النتائج فاقت كل توقعاتها، وأنه حباً منها لمصر وتحية لشعبها، ونال الكليب المصور تحت إدارة فادي حداد استحسان من سمعها، موضحة أنها لم تعد قادرة على الصبر كثيراً للقاء جمهورها المصري الشهر المقبل في شرم الشيخ. واعتبرت خطوتها في طرح أغنية للجمهور المصري الذي لا يعرف المجاملة ولا يقبل أي عمل فني جرأة من ناحيتين قائلة: «الأولى توقعت كل أسئلة الصحافة اللبنانية، وعلى رأسها لماذا غنيت لشعب لم يغن لنا؟ وما توقعته حدث، إلا إنني لم أجد سوى المباركة لمشواري ولم أسمع أي سؤال غلط، فضلاً عن ذلك غنيت للبنانيين (كل شيء اتوقعتوا) وحبوني من خلالها، ومن ناحية أخرى، ثقتي في طيبة الشعب المصري الذي لا يعرف العتاب والكره، ولو لم أعرف مدى طيبتهم ما غنيت لهم». وتقول أنها تغني ليلاً لكنها تعترف «لا أطيق السهر كثيراً، له وقته، وفي الغالب أنا رائقة وطبيعية، لا يمكن مشاهدتي في الأيام العادية بالكعب العالي، ولا أحب الترتيب، ولا وضع مساحيق التجميل، أنا بسيطة جداً وبيتوتية جداً (كررتها ثلاث مرات)، أصدقائي هم كل حياتي لكن في لبنان مش كل يوم سهرة وكل يوم ظهرة». لدى فيفيان شقيقة تكبرها وتعمل دكتورة في الجامعة، بجانب أخوين مهندسين، إلا أن مستشارها صديق من خارج العائلة، وتقول: «نعرف بعض منذ ثلاث سنوات، واكتشفت أن آرائه في كل المواقع صائبة، وأتمنى أن يظل صديقاً في حياتي». إلا أن اللقاء لا يكاد يمضي حتى ختامه قبل معرفة النصيحة التي أسدتها أسرتها لها فقالت: «لأنه مجال صعب، ولأنني أتممت درس الهندسة الزراعية ولدي ثقافة، فلما لا أستغل ما تعبت من أجله، لذلك رافقوني كثيراً للاطمئنان علي، وحينما تأكدوا أنني على قدر ثقتهم، أمنوا بموهبتي، وقالوا لي إلا الكرامة، فما أن تتنازلين عنها تكوني قد تنازلتي عن كل شيء، فهي الباقية حين يرحل الجسد، ولا يمكن التنازل عنها مقابل أي شيء في الدنيا».