اتهم الرئيس الإيراني حسن روحاني، في كلمة في الأممالمتحدة، الولاياتالمتحدة بعدم احترام التزاماتها بموجب الاتفاق النووي الموقع مع بلاده، داعياً إلى تطبيقه في شكل كامل. وصرّح روحاني من على منبر الجمعية العامة للأمم المتحدة، بأن «عدم احترام الولاياتالمتحدة (الاتفاق) منذ أشهر عدة، يشكل مقاربة خاطئة لا بد من تصويبها فوراً». وتابع: «إذا فشلت واشنطن في تطبيق الاتفاق، فإن ذلك سيقلل أكثر من صدقيتها في العالم، وسيجعلها موضع تنديد من الأسرة الدولية». واشتكى روحاني في مؤتمر صحافي لاحقاً، من «الانعدام التام للشفافية» من جانب الأميركيين ومن «تأخير جدي»، خصوصاً في ما يتعلق ببيع طائرات مدنية. وأوضح أن هذه الانتقادات تستهدف الولاياتالمتحدة في شكل خاص. وزاد: «تسعى دول أخرى فعلاً إلى الوفاء بالتزاماتها». وانتقد روحاني قرار المحكمة العليا الأميركية تجميد أصول إيرانية في الولاياتالمتحدة، معتبراً أن «مجموعات الضغط الصهيونية» قادرة على حمل الكونغرس على «تبنّي قوانين خاطئة» والضغط على المحكمة العليا «لانتهاك المعايير القانونية الدولية». وقررت المحكمة العليا الأميركية في نيسان (أبريل)، أن على إيران أن تدفع تعويضات بقيمة بليوني دولار من أموال مجمدة في الولاياتالمتحدة يطالب بها أكثر من ألف من ضحايا أميركيين لاعتداءات خططت لها طهران وفق أسر هؤلاء الضحايا. وأردف روحاني أمام صحافيين: «بصراحة، إنه ابتزاز للأموال الدولية»، وذكّر بأن إيران تقدمت بشكوى أمام القضاء «ولا نية لديها بالتراجع»، مضيفاً: «أنا واثق من أننا سننتصر في القضاء». وفي 16 كانون الثاني (يناير) الماضي، دخل الاتفاق النووي الذي أبرمته إيران مع القوى الكبرى (الولاياتالمتحدة وروسيا والصين وفرنسا وبريطانيا وألمانيا) في 14 تموز (يوليو) 2015 في فيينا، حيز التنفيذ. وأتاح الاتفاق رفعاً جزئياً للعقوبات الدولية المفروضة على إيران لقاء التزامها بأن يقتصر برنامجها النووي على الاستخدامات المدنية. وواجه الاتفاق معارضة المتشددين في إيران وفي الولاياتالمتحدة. ومنذ رفع قسم من العقوبات في منتصف كانون الثاني، نجحت إيران في زيادة صادراتها النفطية والإفادة من استثمارات أجنبية. وحصلت شركتا «بوينغ» و«آرباص» على الضوء الأخضر من الولاياتالمتحدة لبيع إيران طائرات «آرباص» و«بوينغ»، ما سيمكن إيران من تحديث أسطولها الجوي، كما سيطمئن المصارف والشركات الأجنبية الكبرى الراغبة في التعامل معها، في رأي الخبراء.