بيد لا تتوقف عن لف السمبوسة والكبة بأنواع من اللحم والخضار، ويد تحمل الهاتف لتسجيل الطلبات المتلاحقة، يتبادر إلى ذهن الطاهية أم تركي أن الناس ليس لها عمل في رمضان غير الأكل، كأنهم مقبلون على مجاعة، لا على شهر صوم صحي ولياقة، وعلى رغم ذلك هي تكتفي بتحقيق أربعة طلبات من تلك المعجنات يومياً، لعدم وجود من يساعدها ولإمكاناتها المحدودة، كما تقوم بالتوصيل للمنازل بأسعار فضلت ألا تكون خيالية، لأنها هواية أكثر منها وظيفة، بحسب قولها. وقالت ل«الحياة»: «مع قرب دخول الشهر أصبحت أتلقى يومياً أكثر من 40 اتصالاً من أحياء الرياض كافة، للتسابق على حجز طلبات تتركز أغلبيتها في المعجنات المجمدة «المفرزنة»، مثل السمبوسة والكبة وأصابع العروسة، إذ تشتريها السيدات وتحتفظ بها إلى حين موعد القلي»، مشيرة إلى أن غالبية زبائنها من الموظفات والمعلمات، فهن لا يلجأن للسوبر ماركت لأن المعجنات هناك قد تكون قديمة التخزين أو تحتوي على المواد الحافظة، بعكس الإعداد المنزلي الذي يحتفظ بنكهته، وتستخدم فيه لحوم وخضار طازجة، ما يجعل أزواجهن أو الضيوف يظنون أنه تم إعدادها في المنزل. وأشارت إلى أن ارتفاع الطلبات يصل إلى ذروته في رمضان بنسبة 80 في المئة، وقالت: «لا يمكنني استقبال وتنفيذ سوى أربع طلبات فقط، نظراً لمحدودية إمكاناتي وقلة الخادمات اللاتي يساعدنني في الطبخ، ولهذه الأعداد من الطلبات التي تحتاج إلى أيد عاملة كبيرة توازي المطاعم»، مضيفة أنه إذا كانت النساء يقبلن عليها لارتباطهن ببعض الأعمال وتنظيم الولائم في الاستراحات أو الرغبة في التغيير، فإنه حتى العزاب يبادرونها بالطلبات لعدم إجادتهم لأعمال الطهي، وبعدما سئموا من أكل المطاعم، وما تسببه من أضرار صحية، وأن سلسة الطلبات تمتد إلى أول ثلاثة أيام من عيد الفطر، إذ تطلب بعض الأسر طهو الولائم بطريقة منزلية لان طعام المطابخ مشبع بالدهون. برامج وكتب لمحو الأمية في الطهي يمكن لأي مبتدئة في الطبخ أن تصبح من المتبحرات في هذا الفن، فكيف باللاتي لديهن خبرات سابقة، فليس لأي أحد أن يحتج بعدم إجادة الطهي بعد وجود «بوفيه شخصين» و «الإفطار الزوجي» و «قسم الطوارئ» وغيرها من العروض المتوافرة في مواقع الانترنت لطاهيات يقدمن أحدث الوصفات الرمضانية، لشرحها لزائرات المنتدى وتخصيص منتديات للتواصل مع الأعضاء، إضافة إلى إصداراتهن الخاصة وأسماء المكتبات التي تبيعها، والحمى التي انتقلت إلى الفضائيات التي استعدت بقائمة من البرامج التي تستضيف عدداً من الطهاة برتبة «شيف» لتتابعه المرأة من تلفاز مطبخها.