كشف دونالد ترامب، المرشح الجمهوري لانتخابات الرئاسة الأميركية، خطة لتعزيز القوات المسلّحة، من خلال رفع مستوى تمويلها وتوسيع وحداتها وزيادة أسلحتها، بما في ذلك مقاتلات وسفن حربية وغواصات. واقترح «سياسة خارجية جديدة» للولايات المتحدة. أتى ذلك قبل ساعات من مشاركته أمس، في شكل منفصل، مع منافسته الديموقراطية هيلاري كلينتون، في منتدى للمحاربين القدامى في نيويورك، طغت عليه ملفات الأمن القومي والسياسة الخارجية. وفي سابقة منذ انتخاب فرانكلين روزفلت عام 1941، كسرت صحيفة «دالاس مورنينغ نيوز» الصادرة في ولاية تكساس، تقليداً يعود إلى 75 سنة، ودعمت ترشيح كلينتون، مشكّكة في القدرات القيادية لترامب. وقال البليونير النيويوركي إنه سيمنح، في حال انتخابه، قادة الجيش 30 يوماً لوضع خطة تمكّن الولاياتالمتحدة من إلحاق «هزيمة سريعة» بتنظيم «داعش». وتعهد جمع القادة العسكريين بعد وقت وجيز من توليه الرئاسة، وإبلاغهم «تعليمات بسيطة» في شأن التنظيم. ووَرَدَ في وثيقة وزّعتها الحملة الانتخابية لترامب أنه سيطلب من هيئة الأركان المشتركة إجراء «مراجعة شاملة» للدفاعات في الفضاء الإلكتروني، لتحديد كل نقاط الضعف. وقال المرشح الجمهوري في شريط فيديو مدّته 23 ثانية نشره الموقع الإلكتروني لحملته: «سأجعل جيشنا ضخماً جداً، قوياً جداً، بحيث أن أحداً لن يعبث معنا». ويريد ترامب جيشاً يضمّ حوالى 540 ألف رجل، و36 كتيبة في مشاة البحرية (مارينز)، وبحرية تضمّ 350 سفينة وغواصة، وسلاح جوّ لديه 1200 مقاتلة. وشدد على أن سياسته الخارجية ستستهدف تحقيق «السلام من خلال القوة»، وستركّز على «الديبلوماسية، لا التدمير». وأضاف في كلمة ألقاها في فيلادلفيا، أنه يقترح «سياسة خارجية جديدة» تركّز على تعزيز مصالح الولاياتالمتحدة، وترسيخ الاستقرار الإقليمي وتخفيف التوتر العالمي. وشنّ ترامب هجوماً عنيفاً على السياسة الخارجية التي انتهجتها كلينتون، خلال تسلّمها وزارة الخارجية، معتبراً أن «الأمور ساءت» في كل مكان تدخلت فيه، مثل ليبيا والعراق. ورأى أن إرث السياسة الخارجية لكلينتون يتلّخص بكلمتين «فشل وموت». وكان ترامب تعهد أمام تجمّع انتخابي في فرجينيا مساعدة المحاربات القدامى إذا انتُخب رئيساً، مشيراً إلى أنه سيعمل مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ل «تسوية مشكلة» تنظيم «داعش». وأضاف أن «بوتين ينظر إلى هيلاري كلينتون ويبتسم». في المقابل، أكدت كلينتون أنها أفضل استعداداً من ترامب لحماية الجيش الأميركي، إذ قالت أمام تجمّع انتخابي في فلوريدا: «سنفعل كل ما يلزم، ومهما استغرق ذلك من وقت، لمحاسبة داعش. أنا صبورة جداً، لا أنسحب، لا أستسلم، لا أصرف النظر». وأضافت أن الأميركيين يدركون أنهم «يستطيعون الاعتماد» عليها ل «حماية بلدنا وقواتنا، ويعرفون أنهم لا يستطيعون الاعتماد على دونالد ترامب»، إذ «يعتبرونه خطراً ومخاطرة». وتسابقت الحملتان أمس على إبراز قوتهما في الأمن القومي، إذ أعلن ترامب نيله دعم 88 جنرالاً وقائداً عسكرياً متقاعداً، في مقابل 95 لكلينتون. وللمرة الأولى منذ انتخاب روزفلت، فاجأت صحيفة «دالاس مورنينغ نيوز»، الأبرز في ولاية تكساس، الرأي العام الأميركي بتبنّيها ترشيح كلينتون، معتبرة أن ترامب «ليس جمهورياً» و «لا يمكن الوثوق به في موقع القيادة». وأقرّت بأخطاء ارتكبتها المرشحة الديموقراطية، مستدركة أن «لا مجال للمنافسة» بينها وبين خصمها النيويوركي. وهذه الصحيفة الثانية الصادرة في تكساس، بعد «هيوستن كرونيكل»، التي تدعم السيدة الأولى سابقاً، في مؤشر قد يساعدها في ولايات محسوبة تاريخياً على الجمهوريين، مثل أريزونا وكارولينا الشمالية.