«الدفاع المدني» للمطوفين: دربوا الحجاج على التعامل مع الأزمات

أكد قائد قوات الدفاع المدني في الحج اللواء حمد المبدل جاهزية الكوادر الخاصة بالحالات الطارئة في الحج، بواقع 17 ألف عنصر بشري وثلاثة آلاف آلية.
وبيّن المبدل ل«الحياة» أن الدفاع المدني استعد هذا العام لمواجهة 13 خطراً افتراضياً، في مقابل استعداده العام الماضي ل12 خطراً فقط.
وقال: «تم إعداد الخطة للتعامل مع كل خطر افتراضي، بناءً على تقييم الخطط ومراجعتها كل عام، ونتيجة لذلك وضعنا في الحسبان الاستعداد لخطر افتراضي محتمل جديد».
وأضاف: في كل عام تتم مراجعة الأخطار، وإذا لوحظ احتمال خطر جديد يتم الاستعداد له وتلافيه في المواسم المقبلة ، وزاد: ثمة مخاطر رئيسة يتم الاستعداد لها كل عام، أهمها التدافع البشري والأمطار والسيول.
من جهته، أوضح مدير الدفاع المدني في العاصمة المقدسة العميد أحمد الدليوي وجود ثلاثة محاور لتنفيذ «خطة الدفاع المدني» في العاصمة المقدسة.
وقال الدليوي: تم تنفيذ جولات ميدانية مبكرة، للوقوف على مساكن الحجاج، والتأكد من وسائل السلامة فيها، وبلغ عدد الجولات 10 آلاف جولة، شملت 4000 مسكن، تستوعب نحو 1.7 مليون حاج، إضافة إلى نشر الفرق في مواقع مهمة، وفي داخل المسجد الحرام وساحاته.
يذكر أن الدفاع المدني سينفذ خطته على مراحل، تبدأ من أول ذي الحجة وتنتهي في ال15 من محرم، كما استحدث المركز الإعلامي للدفاع المدني في مطار الملك عبدالعزيز ست منصات للتواصل الاجتماعي، لتعزيز الدور التثقيفي للحجاج، بطريقة تراعي اختلاف الثقافات واللهجات.
من جهة اخرى نظمت المؤسسة الأهلية لمطوفي حجاج تركيا، ومسلمي أوروبا، وأميركا، وأستراليا، بالمشاركة مع الإدارة العامة للدفاع المدني ورشة عمل للبرنامج التوعوي للسلامة من الأخطاء وإدارة الأزمات في الحج، لضمان تحقيق موسم ناجح على مستوى جميع الحجاج التابعين للمؤسسة من خلال مكاتبها الميدانية.
وحضر رؤساء مكاتب الخدمات الميدانية ونوابهم الورشة للاستماع إلى توصيات الإدارة العامة للدفاع المدني، والتي سلط من خلالها مدير إدارة البرامج التوعوية العقيد سعد العمري الضوء على عدد من الجوانب المهمة، لسلامة ضيوف الرحمن خلال أيام الحج على مستوى المشاعر المقدسة، ومقار السكن في مكة المكرمة.
وشدد على ضرورة تدريب الموظفين والعاملين في المخيمات على كيفية التعامل مع مخارج الطوارئ، لتوجيه الحجاج بالتصرف السليم، وكيفية الخروج الآمن إذا لزم الأمر، مشيراً إلى أن تدريب الأعداد الكبيرة للحجاج أمر متعذر نسبياً، إلا أن البديل الأنسب يتمثل في تدريب عينات منهم ليكونوا في المقدمة، بصفتهم موجهين ومرشدين لبقية الحجاج من جنسهم عند الحاجة لذلك.
وذكر العمري أن الحمولات الكهربائية الزائدة من أكثر المخاطر التي تتسبب في الصواعق الكهربائية، التي يؤدي بعضها إلى الحرائق، مبيناً أنه على مكاتب الخدمات الميدانية توزيع الأحمال الكهربائية بشكل جيد وعادل، وتوفير التواصيل الكهربائية للحجاج، إذ تغنيهم عن تحميل التوصيلات والتمديدات فوق طاقتها.
وتناولت الورشة محور الإخلاء، إذ عرجت على أبرز الخطط الناجعة عند الإخلاء، التي تضمن السرعة وسلامة الحجاج من المخاطر والتدافع والاختناق، ما يؤدي إلى الإضرار بصحة الحجاج، ولا سيما المرضى وكبار السن، وأصحاب الأمراض المزمنة. ونبّه ضباط الدفاع المدني رؤساء مكاتب الخدمات الميدانية إلى توعية الحجاج بتجنب السير في الأودية، ومواقع تجمعات المياه الراكدة، لما يترتب عليها من أضرار، سواءً على مستوى الاحتجازات أم على مستوى الحشرات التي يمكن أن تتسبب في أمراض مؤثرة في الحجاج، وتعكر صفو مناسكهم قبل انتهاء موسم الحج.
6 آلاف سرير في «مكة » و «المشاعر»
أكد المدير العام للشؤون الصحية بمنطقة مكة المكرمة مصطفى بن جميل بلجون أن الشؤون الصحية بمنطقة مكة المكرمة أكملت استعداداتها لموسم حج هذا العام 1437ه لتوفير الخدمات لضيوف الرحمن، من خلال توفير نحو ستة آلاف سرير في مكة المكرمة والمشاعر المقدسة، وجميع القطاعات الصحية بالمنطقة والمستشفيات العسكرية والجامعة وغيرها.
جاء ذلك خلال افتتاحه أمس (الثلثاء)، فعاليات مؤتمر الحج الطبي السنوي ال15، الذي ينظمه مستشفى النور التخصصي بمكة المكرمة، ممثلة في مركز التدريب والتعليم الطبي، خلال الفترة من 27 – 29 ذي القعدة الجاري، بعنوان «الرعاية الصحية للحاج بالممارسات الطبية المبنية على البراهين».
وشارك في المؤتمر استشاريون ومختصون من جميع القطاعات الصحية بالمملكة، والجمعية السعودية للسكتة الدماغية، والجمعية السعودية للأمراض المعدية ومكافحة العدوى، وكذا جامعة أم القرى، وقطاعات أخرى حكومية وخاصة، برعاية إعلامية من وكالة الأنباء السعودية، بمقر مركز التعليم الطبي بالمستشفى.
وقالت مديرة مركز التدريب والتعليم الطبي سحر عبدالمجيد: إن المؤتمر يهدف إلى الوقوف على آخر المستجدات الطبية والأبحاث في مجال أمراض الحج، لتعزيز مفهوم الخدمات الصحية في الحج بمختلف جوانبها العلمية والعملية، ورفع مستوى الطواقم الطبية العاملة في الحج، عبر المحاور العلمية المتنوعة، إلى جانب توسيع الجهات المشاركة في البرنامج العلمي التي تسهم في تقديم الخدمات صحية للحجاج.
ولفتت إلى أن جلسات المؤتمر ستناقش مواضيع الإجهاد الحراري والحالات الجراحية والجلطات والأمراض الجلدية، إضافة إلى الأمراض الشائعة في موسم الحج. وشاهد الحضور عرضاً مرئياً عن الاستعدادات التي وفرها مستشفى النور التخصصي لتقديم أفضل وأرقى الخدمات الطبية للحجاج.
أكد بعده مدير مستشفى النور محمد بافرج، أن المؤتمر السنوي ينطلق من رسالة المستشفى التوعوية والمجتمعية والطبية والتثقيفية والتعليمية وغيرها، ويترجم الجهود التي تبذلها وزارة الصحة في الرقي بمستوى الخدمات المقدمة للحجيج، بما يوفر الخدمات الطبية والعلاجية والتشخيصية للحجيج، ليتمكنوا من أداء الحج براحة وسلامة واستقرار. وأضاف بافرج أن المؤتمر مع الجهود لتطوير الخدمات وبناء الإنسان السعودي والمقيم والزائر والمعتمر والحاج، بناءً متوازناً محاطاً بالرعاية والعناية الكاملة في شتى المجالات.