ظهر أمس، تباين في المواقف داخل كتلة «المستقبل» النيابية نفسها حيال ملف الرئاسة اللبنانية وتحديداً تجاه ترشح رئيس «تكتل التغيير والإصلاح» النيابي ميشال عون. وفيما شدد عضو الكتلة أحمد فتفت على أن «البلد والمؤسسات بحاجة إلى صدمة حقيقية على مستوى انتخاب الرئيس، والأمور لا تحتاج لمزايدات كتلك التي يقوم بها «التيار الوطني الحر» و«حزب الله» بسلاحه غير الشرعي وتعطيله لمؤسسات الدولة»، رأى عضو الكتلة سيرج طورسركيسيان بعد زيارته عون أن «ليس هناك جدران في السياسة، ولا شيء ثابت وكل شيء ممكن أن يتغير»، وأيد عضو الكتلة نفسها باسم الشاب «المقاربة التي تقول ب«انتخاب رئيس يحظى بدعم كبير في الشارع المسيحي كعون أو أي شخصية أخرى تحظى بدعم الشارع المسيحي من أجل التخفيف من شعور التهميش وعندها لا حاجة إلى إعادة النظر باتفاق «الطائف». وقال فتفت عن جلسة الحوار الوطني الاثنين المقبل، لإذاعة «صوت لبنان»: «من حق الرئيس نبيه بري التمسك بالسلة التي يطالب بها «حزب الله» أساساً»، مستغرباً أن «من يطالب بهذه السلة يعطل انتخاب الرئيس ولذلك الحوار لن يتقدم إلا إذا تم الاتفاق على الرئاسة». ولفت إلى أن «عدم الدخول في المفاوضات على القانون المختلط سيؤدي إلى أفق مسدود». وأسف عضو الكتلة عاصم عراجي ل «الكلام الصادر عن التيار الحر ولا يبشّر بالخير»، سائلاً: «بعد كل الذي نسمعه هل يمكن أن ننتخب عون رئيساً للجمهورية؟». وقال لوكالة «أخبار اليوم» إن باسيل «ذهب بعيداً جداً في مواقفه، وهذا ينعكس سلباً على عون كمرشح للرئاسة»، قائلاً: «ما أدلى به باسيل قاسٍ وجارح بحق اللبنانيين بمن فيهم المسيحيون». ورفض كل الاتهامات التي توجه إلى تيار «المستقبل» لرفضه تبنّي ترشيح عون، داعياً إلى «احترام رأي كل طرف سياسي. وإذا كان «حزب الله» مصراً على انتخاب عون مقابل إصرار تيار «المستقبل» على ترشيح النائب سليمان فرنجية، فليتوجه الجميع الى المجلس النيابي للانتخاب». واعتبر طورسركيسيان أن «الوضع لم يعد يتحمل، ونحن منفتحون على كل الطروحات وكل مرشح لا يزال مرشحاً ولديه مكانته وقوته. من هذا المنطلق تناقشت مع عون، وبحثنا في أمور سياسية عدة»، مؤكداً أن لقاءه مع عون «خطوة شخصية مع خلفية أننا نريد تحريك البلد. والتحالف مع «تيار المستقبل» لا يزال قائماً وكل منطقة لها خصوصيتها». وحين سئل عن مرشحه، لفت إلى أنه «في الاجتماع الأخير الذي دعا إليه الرئيس سعد الحريري مع كتلة «المستقبل» أعطى نفساً جديداً، صحيح أنه لم يكن هناك تصويت ولكن الحديث كان لافتاً». وتمنى «أن نكون فتحنا صفحة جديدة مع العماد عون وانطلاقة جديدة». وأوضح الشاب أنه «في حال الذهاب إلى الفراغ سنصل حتماً إلى مؤتمر تأسيسي جديد يطيح اتفاق «الطائف»، أما في حال انتخاب رئيس لديه دعم واسع في الشارع المسيحي يساعدنا ذلك على الحفاظ على «الطائف»، مشيراً إلى أن هذا موقفه الشخصي. ولفت الى ان «بعضهم داخل تيار «المستقبل» يعارض هذه المقاربة ويعتبر أنها ستزعج الشارع السني». وأيد «رؤية بري بانتخاب الرئيس قبل نهاية العام».