توثيق السفر من الأمور الجميلة التي تقرب العائلة من بعضها البعض، خصوصاً بعد دخول عالم مواقع التواصل الاجتماعي التي غزت عقول الصغار ووقتهم بشكل غير طبيعي. أذكر حينما قررنا السفر إلى مدينة أوروبية مليئة بالطبيعة الخلابة والأجواء الغائمة والممطرة قرر والدي عدم اصطحاب الأجهزة، خصوصاً الهواتف، ومنحنا كاميرات شبه احترافية كانت بديلة عن هواتفنا. وعلى رغم أننا كنا معارضين بشدة وفي عراك وبكاء كان لا بد من أن نقتنع وننفذ أمر والدي، فإما أن نسافر معه أو أن نجلس في منزل جدتي، ووافقنا على الشروط كاملة. ولأن أول يوم نفتقد الهواتف لكن الكاميرات كانت عوضاً ومتنفساً لكل ما نشعر به إلا أنه وبصراحة كانت فكرة والدي جميلة وثرية، لم نشعر بها إلا حينما عدنا بكمية صور خلابة ورائعة، والآن نشارك بعرضها في أحد المعارض. اكتشفت حقاً أن الهواتف النقالة ليست إلا ضياعاً لوقتنا من دون فائدة.