باتت أربعة مستشفيات ميدانية بينها المستشفى الوحيد للأطفال الرضع وبنك للدم في الأحياء الشرقية في مدينة حلب خارج الخدمة بعد تعرضها لغارات سورية ما يهدد بنقص الرعاية الطبية لأكثر من مئتي الف مدني محاصرين بالتزامن مع استمرار الطيران السوري بشن غاراته على حلب امس، في وقت اعربت «اللجنة الدولية للصليب الأحمر» عن «يأس غامر» ازاء ما يحصل في الأحياء الشرقية لحلب حيث كانت سيارات الإسعاف التي تنتقل بحثاً عن مصابين، تكسر هدوء مناطق المعارضة. وذكرت منظمة «الأطباء المستقلين» السورية التي تدعم عدداً من المستشفيات الميدانية في محافظة حلب: «في يوم واحد، تعرضت اربعة مستشفيات ميدانية وبنك للدم لضربات جوية في مدينة حلب وباتت الآن خارج الخدمة». وأوضحت ان المستشفيات تقع في حي الشعار وبينها آخر مستشفى تخصصي للأطفال في حلب وتعرض للقصف مرتين خلال اقل من 12 ساعة»، ما تسبب بوفاة رضيع يبلغ من العمر يومين «نتيجة قطع امدادات الأوكسيجين عنه نتيجة الضربة الثانية على المستشفى». ونقلت عن رئيسة قسم التمريض في المستشفى التي كانت تهتم بالرضيع «بعد الضربة الثانية اضطررنا الى نقل الرضيع الى ملجأ تحت الأرض وتوفي اثر ذلك». وأضافت: «الوضع سيء للغاية. المستشفى تضرر كثيراً وهذه ليست المرة الأولى. لقد تعبنا فعلاً». وتقع المستشفيات الأربعة وهي البيان والدقاق والحكيم والزهراء، اضافة الى بنك الدم في حي الشعار الذي تسيطر عليه الفصائل المعارضة في الأحياء الشرقية في مدينة حلب والمحاصرة من قوات النظام. وأحكمت قوات النظام السوري قبل اسبوع حصارها على الأحياء الشرقية في حلب بعد تمكنها من قطع آخر منفذ الى تلك الأحياء التي يقطنها اكثر من مئتي ألف شخص، وفق «المرصد السوري لحقوق الإنسان». وتضررت مستشفيات عدة خلال الأشهر الأخيرة في مدينة حلب بفعل الغارات والقصف كما قتل عدد من العاملين في القطاع الصحي في المدينة. ولا تزال خمسة مستشفيات اخرى فقط قيد الخدمة في الأحياء الشرقية وفق منظمة «الأطباء المستقلين» التي اعتبرت ان «الحصار واستهداف المرافق الطبية يشكلان جرائم حرب»، داعية الى «الوقف الفوري للعقاب الجماعي الذي تتعرض له المدينة ومحاسبة المسؤولين عنه». وأعربت مديرة «اللجنة الدولية للصليب الأحمر» في سورية ماريان غاسر في تغريدة على موقع «تويتر» الأحد عن شعورها ب «يأس غامر» بعد سماعها الأنباء عن استهداف المستشفيات. وقالت: «افكر في الناس الذين قتلوا ويقتلون مرة بعد مرة. افكر في المرضى وعائلاتهم. اشعر مع الأطباء الذين يودون المساعدة لكن لم يعد بمقدورهم ذلك». وأفاد مراسل لوكالة «فرانس برس» في الأحياء الشرقية في حلب عن تجدد الغارات على احياء عدة أمس بعد هدوء نسبي صباحاً. وأشار الى ان الحركة انعدمت في الشوارع باستثناء سيارات الإسعاف التي كانت تتوجه الى الأحياء المستهدفة، في وقت أقفلت الأسواق أبوابها ولازم السكان منازلهم او الملاجئ ومداخل الأبنية خشية من الغارات. من جهة ثانية، وقبل اجتماع ثلاثي اميركي - روسي - دولي في جنيف غداً للبحث في احتمال استئناف المفاوضات السورية، اعلنت دمشق أنها «مستعدة لمواصلة الحوار السوري - السوري من دون شروط مسبقة» وفق ما نقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية (سانا) عن مصدر مسؤول في وزارة الخارجية السورية. وأملت بأن «يؤدي هذا الحوار الى حل شامل يرسمه السوريون بأنفسهم من دون تدخل خارجي بدعم من الأممالمتحدة والمجتمع الدولي». الى ذلك، نقلت شبكة «الدرر الشامية» المعارضة عن «مصادر قريبة من جبهة النصرة» قولها ب «قرب إعلان الجبهة فك ارتباطها بتنظيم القاعدة خلال فترة قريبة». وأشارت الى ان قيادة «النصرة تستعد للإعلان عن فك ارتباطها بالقاعدة، إلا أن إمكانية التأخير واردة بسبب رفض بعض القيادات الشرعية ذلك والخلاف الدائر مع القادة العسكريين الذين يدفعون باتجاه فكرة فك الارتباط». وفي حال حصول هذا، فإنه يسبق اتفاق اميركي - روسي للتعاون العسكري ضد «النصرة» في سورية. وقال «المرصد» امس ان «قذائف سقطت على مناطق في دمشق القديمة وسط العاصمة، واستهدفت إحدى القذائف منطقة مطعم القيمرية بدمشق القديمة، ما اسفر عن سقوط عشرات الجرحى». واوضح لاحقا بسقوط ثمانية قتلى وعشرين جريحاً جراء سقوط القذائف، ذلك بعد فترة طويلة من الهدوء في العاصمة السورية. واعلنت الشرطة الالمانية أمس ان طالب لجوء سورياً (21 عاما) قتل امرأة واصاب شخصين بساطور وسط مدينة روتلينغن جتوب غربي المانيا قبل ان يتم اعتقاله. وقالت الشرطة في بيان ان السوري «كان على خلاف» مع المرأة فقتلها ب «ساطور» قبل ان يجرح امرأة ثانية ورجلاً. ولم يتسن للشرطة كشف دوافع الاعتداء على الفور، مشيرة الى ان «الشاب معروف لدى الشرطة». واضافت: «في ضوء الادلة المتاحة، فان الجاني تصرف وحده ليس هناك خطر على السكان في روتلينغن على الارجح». وافادت قناة «ان تي في» الاخبارية، أن حال ذعر دبت وسط المدينة في اعقاب الهجوم، فيما ذكرت صحيفة «بيلد الالمانية» ان الرجل ضرب المرأة خارج محل كباب حوالى الساعة 4:30 بعد ظهر امس، ما تسبب في ذعر عدد كبير من المارة الذين سارعوا الى الفرار. وقال شاهد عيان: «كان المهاجم فاقداً عقله. ركض مع الساطور وراء سيارة دورية للشرطة» وان سيارة عابرة صدمته ورمته الى جانب الطريق قبل ان تعتقله الشرطة.