أكد السفير المصري لدى لبنان محمد بدرالدين زايد أن «مصر تتابع باهتمام كبير الأوضاع في لبنان الشقيق، وفي أكثر من مناسبة أبدت الرئاسة والحكومة المصرية قلقهما البالغ من استمرار الشغور الرئاسي، وتؤكد مصر دوماً ضرورة حماية لبنان من مخاطر الاستقطاب الإقليمي، من منطلق أن النأي بلبنان عن هذه الصراعات هو ضرورة من ضرورات الأمن القومي العربي، وليس فقط حاجة لبنانية». وكان زايد أقام ليل أول من أمس استقبالاً لمناسبة اليوم الوطني لمصر في منزله في دوحة الحص، حضره النائب علي بزي ممثلاً رئيس المجلس النيابي نبيه بري، وزير العمل سجعان قزي ممثلاً رئيس الحكومة تمام سلام، وزير الشباب والرياضة عبدالمطلب حناوي ممثلاً الرئيس ميشال سليمان، النائب محمد الحجار ممثلا الرئيس سعد الحريري، ووزراء وسفراء عرب وأجانب وحشد من الشخصيات العسكرية والدينية والإعلامية والنقابية والمالية والاقتصادية. وألقى زايد كلمة بالمناسبة أشار فيها إلى «مرور 64 عاماً على ثورة يوليو 1952، التي مثلت مرحلة فاصلة في التاريخ المصري والعربي الحديث، والتي تؤكد الشواهد مرة أخرى أن خيار هذه الثورة من تبن للخطاب القومي العربي، وللنضال من أجل التحرر الوطني والكرامة الوطنية كان الخيار الصحيح». وقال: «إننا إذ نواجه تحديات بالغة الخطورة تهدد مستقبل هذه المنطقة، فإن هذا يؤكد أن التمسك بقيم هذه الثورة ورموزها هو من أولوية العمل العربي المشترك والمشروع العربي المشترك». وأضاف: «منذ أن تسلمت عملي في بيروت عام 2014، ركزت جهدي على أن تنطلق فلسفة العمل من ثوابت العلاقات المصرية-اللبنانية، وأول هذه الثوابت هو أن تفاعلاتها الشعبية العميقة هي أكثر مظاهر هذه العلاقات، وقد استضافت مصر ولا تزال أعداداً كبيرة من المفكرين والكتاب والتجار ورجال الأعمال اللبنانيين الذين ساهموا في النهضة العربية الحديثة التي قادتها مصر منذ النصف الثاني من القرن التاسع عشر، وهي الظاهرة التي تواصلت ولم تنقطع التفاعلات الفنية والثقافية، ولم يتوقف رجال الأعمال عن ضخ استثمارات جديدة ببلدهم الثاني مصر، ومهما تذبذبت حركة السياحة بين البلدين، فإن مصر كانت ولا تزال الوجهة السياحية الأولى شبه السنوية للكثير من اللبنانيين، كما أنها الدولة الأكبر في السياحة الخارجية إلى لبنان، بنسبة تزيد على 15 في المئة من إجمالي السياحة إلى لبنان». ولفت إلى أن «السفارة تبنت خطة طموحة لتنمية وتطوير العلاقات، ومن هنا كان حرصي على التواصل الدائم والعميق مع كل القوى السياسية اللبنانية وكل مكونات لبنان، التي تربطها جميعاً بمصر علاقات شديدة العمق. وحرصنا على أن نعطي النشاط الاقتصادي والترويج للعلاقات بين الجانبين كل الدعم الممكن، واجتهدنا في حل أي مشاكل أو تساؤلات بما يحقق هدفنا المشترك من بناء علاقات متنوعة ومتزايدة...». ورأى «أن التحولات الضخمة التي يمر بها العالم كله، وخصوصاً عالمنا العربي، تفرض الكثير من اليقظة، ولعل أخطر هذه التحديات الإرهاب الأسود... وكنت أحد الذين نبهوا منذ أكثر من ثلاثين عاماً لمخاطر إعادة ترتيب الأوضاع الإقليمية، ومحاولات ترسيخ نظام شرق أوسطي طائفي ضيق الأفق- لن يكون ناتجه إلا التمزق والتخلف، وتدهور نوعية حياة المواطن العربي». وزاد: «اليوم ونحن نواجه هذه التحديات، الأخطر، فإننا مطالبون بتفهم رمزية وخصوصية علاقة مصر المتنوعة والمنفتحة بكل مكونات لبنان، وأن يكون جهدنا جميعاً هو الإضافة لهذه التقاليد والمعاني السامية التي يمكن أن تكون أحد سبل الحفاظ على هويتنا القومية العربية».