أعلن المبعوث الدولي ستيفان دي ميستورا أنه لا يزال يأمل بعقد جولة جديدة من مفاوضات جنيف في تموز (يوليو) الجاري، لافتاً الى أنه لم يضع بعد موعداً محدداً لهذه المفاوضات التي جمدت في نهاية نيسان (ابريل) الماضي. وصرح دي ميستورا للصحافيين بعد اجتماع مغلق مع مجلس الأمن الأربعاء: «نريد (استئناف المفاوضات) في تموز، ولكن ليس بأي ثمن وليس من دون ضمانات (...) حين سندعو الى المفاوضات سيكون هناك إمكان للتقدم نحو انتقال سياسي بحلول آب (اغسطس)». وشدد على وجوب «أن يأتي أطراف النزاع وهم يشعرون بأن الأمر ملح وان يعملوا على بعض الأفكار لتجاوز التباينات بينهم حول مفهومهم للانتقال السياسي». والخلاف الأساسي بين ممثلي النظام السوري والمعارضة يكمن في الدور الذي سيؤديه الرئيس بشار الاسد في المرحلة الانتقالية. واعتبر دي ميستورا أن «آب» ينبغي أن يكون «الفترة التي نرى فيها بروز شيء ملموس بهدف إجراء عملية تقييم في ايلول (سبتمبر)». وذكر بأن الجمعية العامة للامم المتحدة في ايلول ستكون الأخيرة التي يشارك فيها الامين العام الحالي بان كي مون والرئيس الاميركي باراك اوباما. وأكد دي ميستورا أنه سيواصل «جولة مشاورات تمهيدية» في زيارات الى الدول المعنية قبل تحديد الموعد، وسئل عما إن كان سيزور دمشق قريباً، فقال «نقوم بالتشاور مع كل الأطراف». وأبلغ دي مستورا مجلس الأمن في الجلسة المغلقة أنه «سيقدم مقترحات جديدة الى الولاياتالمتحدةوروسيا بهدف سد الفجوة القائمة بينهما في شأن العملية الانتقالية»، وفق ديبلوماسيين اطلعوا على محضر الجلسة. وشدد على أن اتفاق رئيستي «المجموعة الدولية لدعم سورية» على «شكل الانتقال السياسي» مسألة أساسية له ليتمكن من تحديد موعد جولة المفاوضات المقبلة. كذلك قال دي مستورا أمام مجلس الأمن أن روسياوالولاياتالمتحدة «تبحثان في مسألة تحديد المجموعات المصنفة إرهابية»، داعياً الى التوصل الى توافق في هذا الشأن. وأشار على وجه الخصوص الى «المجموعات التي تقاتل الى جانب جبهة النصرة» كمثال على هذه المجموعات «دون أن يحدد موقفه الخاص من مسألة إدراجها على لوائح المنظمات الإرهابية». ونقل ديبلوماسيون عن الجلسة أن «الوفد المصري أبدى اهتماماً في مسألة إدراج هذه المجموعات التي تقاتل الى جانب النصرة في لوائح الإرهاب» ووجه سؤالاً الى دي ميستورا، عما إذا كانت هناك حاجة الى «تمديد المهلة التي أعطيت لهذه المجموعات لتعلن فك ارتباطها بالنصرة، إلا أن دي مستورا قال أن هذا الأمر لا يزال يبحث بين الروس والأميركيين». ووفق المصادر نفسها، «أيدت الدول الغربية الثلاث الدائمة العضوية، الولاياتالمتحدة وبريطانيا وفرنسا، التقيد باللوائح الموجودة حالياً للمنظمات الإرهابية، فيما طالبت روسيا بتوسيعها لتشمل المجموعات التي تتعامل مع جبهة النصرة». وأعرب مندوبو الدول الغربية الثلاث الدائمة العضوية، الولاياتالمتحدة وبريطانيا وفرنسا، «عن تأييد دي ميستورا بأنه من الأفضل عدم تحديد موعد لجولة المفاوضات المقبلة قبل التوصل الى توافق على الانتقال السياسي، فيما دعا المندوب الروسي الى العودة الى المفاوضات سريعاً». وقال دي مستورا بعد الاجتماع المغلق المطول مع مجلس الأمن إنه مستعد للدعوة الى جولة المفاوضات المقبلة «غداً» لكنه يريد أولاً التأكد من «توصل هذه المفاوضات الى نتيجة، وهو ما يتطلب إعداداً جيداً». وأكد السفير الفرنسي فرنسوا دولاتر الذي يترأس المجلس في حزيران (يونيو) أن ثمة إجماعاً لدى أعضائه على دعم جهود دي ميستورا. لكنه أقر بأن «وقف الأعمال القتالية (الذي أعلن في شباط- فبراير) تحول عملياً الى ضرب من الخيال الديبلوماسي».