ما يزال التسجيل في عضوية الجمعية العمومية للأندية الأدبية، الذي تم خلال الفترة الماضية يثير سجالاً لا يبدو أنه سينتهي، خصوصاً حول المعايير التي تحكم عملية التسجيل، وما تقود إليه لاحقاً من فسح المجال للتكتلات والتحشيد، من أجل وصول مرشح بعينه إلى مجلس الإدارة، وهي المشكلة التي وقع فيها التسجيل في المرة الأولى. وعموماً تشهد عملية التسجيل غياباً ملاحظاً للمثقفين البارزين لأسباب عدة، لعل أهمها الإحباط وعدم انتظار أي جديد من الأندية الأدبية. وتحدث ل«الحياة» عدد من الكتاب عن التسجيل في الجمعية العمومية، وما يرافقه عادة من لغط. سعد فريح: تفاوت يثير الحيرة المتأمل جيداً لأعداد المسجلين في عضوية الجمعية العمومية للأندية الأدبية يقف حائراً أمامها، من خلال التفاوت الكبير في هذه الأعداد التي من المفترض أن تعكس مدى الاهتمام والمهتمين بالحركة الأدبية والثقافية. لكن - ومع الأسف - فالمتابع للشأن الأدبي والثقافي يدرك أنه لا يمكن الاعتماد على هذه الأعداد للحكم على الحراك الأدبي والثقافي في المدن التي تقع داخل نطاق النادي. ومن وجهة نظري الشخصية أرى أن العامل المؤثر في هذه الأعداد يعود بشكل كبير إلى الأعضاء الراغبين في الترشح لمجلس الإدارة في هذه الأندية، وما يقومون به من جهود وتحشيد يتمثل في البحث والتواصل مع من تنطبق عليه شروط التسجيل من الأقارب والزملاء وغيرهم وإبلاغهم برغبته في الترشح، طالباً دعمهم بالتصويت له وما يتبع ذلك من متابعة وتواصل لتسهيل إكمال إجراءات التسجيل، أما في ما يتعلق برسوم العضوية فلا أعتقد أن لها أثراً كبيراً في مدى الإقبال على التسجيل من عدمه. عمرو العامري: الأندية لا تمثل المثقف الحقيقي الحديث متشعب وتراوح بين ضعف الإقبال وتدني رسوم العضوية. وفي اعتقادي أن المثقف الحقيقي قال كلمته وابتعد عن الأندية، لأنها لا تمثله ولا اللائحة ولا وزارة الثقافة التي تركت الأندية في تجاربها، حتى لا نقول تخبطاتها، ولم تطالبها بجرد حساب آخر العام عن المنجز الثقافي أو أوجه الصرف المالي، الذي هو محور معظم مشكلات الأندية. الغريب في الأندية أنها تشكو من تدني رسوم العضوية، في حين كلفة وليمة واحدة من ولائم الأندية كافية لتغطية هذا العجز! الموضوع باختصار تخبط تُسأل عنه الوزارة. وشكراً لكل مثقف ابتعد بنفسه عن هذا الحراك غير الصحي بتاتاً. بقي سؤال: لم تقيد فترة عضوية مجالس الأندية بفترتين مثلاً، إذ إن هناك بعض أعضاء مجالس الأندية أمضوا ردحاً طويلاً في دهاليز الأندية؟ وبالطبع لم يكن الهم الثقافي هاجسهم الأول بقدر ما هي المصالح الشخصية والحضور المجاني للمعارض والدعوات وثقافة «امسك لي وأقطع لك» أو «ادعني وأدعوك». عبدالقادر الغامدي: حال من العزوف كان الإقبال ضعيفاً على التسجيل للانضمام للجمعية العمومية في نادي الباحة الأدبي أو للترشح لإدارة مجلس النادي، ولا أظن المبلغ المالي هو المانع، بل لأسباب أخرى أهمها ضعف الصدقية في نتائج التصويت للترشح لإدارة مجلس النادي، كما حدث في المرة الأخيرة، إذ حدث تلاعب واضح في الأصوات، ثم كيف يمنح الجمهور ثقته لعضو ما ونتفاجأ بأنه لم ينل أي مركز قيادي (مدير النادي أو نائبه) وذلك لإعادة التصويت بطريقة غير مقبولة ولا منطقية. لهذه الأسباب وغيرها أجد غالبية المثقفين النبلاء في حال عزوف عن الانضمام في العضوية العمومية، ولم يرشحوا أنفسهم لمجلس الإدارة ونأوا بأنفسهم، مكتفين بحضور الأمسيات التي يقيمها النادي بين وقت وآخر. أحمد اللهيب: أندية عاجزة لست متفائلاً بوضع الأندية الأدبية، بدءاً من علاقتها بوزارة الثقافة ومروراً بعلاقتها بالمجتمع وانتهاء بارتباط المثقف بها، ما تعانيه الأندية الأدبية يحتاج إلى وعي، هذا الوعي يتمثل بدور الأندية الأدبية أولاً والاعتراف بها، باعتبارها الممثل الرئيس للوزارة في كل منطقة. ما زالت الأندية عاجزة عن القيام بدورها بشكل صحيح، ما زاد الطين بلة اللائحة الجديدة التي لم تخرج من رحم الأندية، ومنها موضوع الدخول في الجمعية العمومية. أتصور أيضاً أن عدم وجود وظيفة يلتحق بها متخرج اللغات وبالذات اللغة العربية أوهم البعض بأن العمل في الأندية الأدبية فرصة ليكون سبباً للحصول على مردود مالي، كنت أرجو وضع اللائحة أمام كل متقدم للعضوية ليدرك حجم المعاناة، شخصياً بعد خمس سنوات عمل في الأندية لا أفكر في الاستمرار في دورة جديدة، متمنياً للجميع التوفيق وأن ترى الأندية طريقاً جديداً تضيء فيها شمسها.
