في إعادة اعتبار للشعر، الذي ذاع في الأزمنة الأخيرة أنه لا سوق له، ينجح برنامج شعري خالص في مزاحمة المسلسلات والبرامج المتنوعة ليحجز لنفسه مكاناً متقدماً في موسم المشاهدة الأعلى في شهر رمضان الكريم، إذ استطاع برنامج «ريحة البن» أن يضيف إلى رمضان، المشاهد السوداني على وجه الخصوص، جرعة يومية من قهوة الشعر والثقافة والإبداع، وإن كان البرنامج استطاع أن يصل أيضاً إلى المشاهد العربي خارج حدود السودان. البرنامج الذي استهل ميلاده في أروقة بعض الجامعات السودانية وأخذ حرارته من ثراء الأنشطة الطلابية واتقادها استطاع في غضون سنوات قليلة أن يصبح البرنامج المفضل للقطاع الأكبر من الشعب السوداني. «ريحة البن» الذي وصل هذه السنة إلى موسمه السادس يقوم على فكرة استضافة مجموعة من الشعراء على اختلاف مواضيعهم وتوجهاتهم ومدارسهم الفنية واختلاف طرائقهم التعبيرية، بين من يكتب القصيدة الفصيحة والقصيدة العاميّة والقصيدة النبطية أيضاً، وتجري هذه الاستضافة في إطار من البساطة وتبادل الأحاديث والقصائد، كما أنه يقوم على وصل التجربة الشعرية السودانية بمثيلاتها من التجارب في العالم العربي عبر استضافة أسماء شعرية مهمة، إذ حظي البرنامج في دورته الفائتة بمشاركة الشاعر المصري الكبير فاروق جويدة، وهو في هذه السنة يستضيف الشاعر محمد عبدالباري الذي وإن كان شاعراً سوداني الجنسية إلا أنه نشأ وترعرع في السعودية.