أصدر اتحاد إذاعات الدول العربية تقريره السنوي الخاص بالبث الفضائي العربي للعام الماضي 2015، الذي يلخص ويحصي خصوصيات المشهد الإعلامي الفضائي في المنطقة العربية. وقدم التقرير بيانات إحصائية تبعتها قراءات تحليلية حول التكاثر العددي للقنوات التلفزيونية في ضوء ازدحام الأقمار الاصطناعية والتطورات التكنولوجية التي يشهدها مجال البث الفضائي العربي وما يقدمه من إضافة في المجال. وتناول بالتحليل الخاصيات الأساسية للمشهد الإعلامي العربي ووصفه «بغير المتوازن والمتشرذم»، آخذاً في الاعتبار عوائق التنظيم والتأطير داخله مع رصد الإخلالات والانزلاقات الخطرة المترتبة عن غياب أي تشريعات تضع قواعد مهنية وضوابط أخلاقية محددة للبث الفضائي العربي قياساً بما هو موجود في كل دول العالم. كما توسع التقرير في الحديث عن مختلف القنوات التلفزيونية المنضوية تحت مظلة اتحاد إذاعات الدول العربية ونظم بثها واللغات التي تستعملها وامتدادها الجغرافي، في ضوء التطور الذي يعرفه البث الفضائي التلفزيوني العربي، إضافة إلى النظر في الجوانب التكنولوجية للبث الفضائي العربي والخطاب التلفزيوني وتمويل الفضائيات والمستجدات التي بدأ يفرضها الواقع الدولي والإقليمي والمتمثل في إعادة النظر في الهيكلة والتصرف في الموارد. وعرج على انعكاسات وتداعيات ما تعيشه الدول العربية من متغيرات وحروب ونزاعات على الواقع الاتصالي العربي، وخصوصاً واقع البث الفضائي التلفزيوني باعتبار أن التلفزيون ما يزال أهم وسيلة اتصالية بلا منازع. وركز التقرير على التغييرات التي حصلت في التشريعات المتعلقة بالبث الفضائي في بعض الدول العربية التي خلصت المنطقة العربية من احتكار الدولة للبث التلفزيوني بصفة عامة، وبالتالي تقلص عدد القنوات العمومية العربية لفائدة القنوات الخاصة والدولية الموجهة للمنطقة العربية. وتحدث التقرير عن تقلص مكانة المجموعات الخاصة للبث الفضائي أمام زحف القنوات المنفردة التي تفتقد وجود أي هيكل مؤسسي يوفر لها مضموناً إعلامياً واضح المعالم في ضوء ضعف وتشويش الرسائل الإعلامية التي تميز المحتوى العام للبرامج التي تبث باللغة العربية.