وضع القرار المتوقع صدوره في غضون الايام القليلة المقبلة من اللجنة الفنية في الاتحاد السعودي، والمتضمن تقليص عدد المسجلين من اللاعبين في الكشوفات الرسمية للاندية السعودية إلى 31 لاعباً بخلاف المحترفين غير السعوديين، الأندية الكبيرة في حيرة بين الحفاظ على مكتسباتها من لاعبي الخبرة وبين اللاعبين القادمين من فئة الشباب، وعلى النقيض تماماً فقد استفادت الأندية الصغيرة، خصوصاً الصاعدة منها لدوري المحترفين حديثاً بعد ان وجدت لاعبين جاهزين لاستقطابهم بحكم قوة القانون، إذ إن اللائحة تجبر الأندية على عدم تجاوز الحد المسموح، وهو ما فتح أفقاً جديدة لبعض اللاعبين ليجدوا أنفسهم من جديد من خلال اللعب لأندية أخرى، وكان عدد من الأندية استفادت من قانون تقليص عدد اللاعبين، الذي بدأ من 45 لاعباً ليصل أخيراً إلى 31 لاعباً كما تشير التوقعات، إذ ان عدد اللاعبين المسجلين في الموسم الحالي الذي يوشك على الانتهاء وصل إلى 37 لاعباً سعودياً بخلاف اللاعبين الأجانب الثلاثة قبل أن يتم رفعهم إلى أربعة. وبحسب الدراسات، فان القرار يهدف إلى إعادة الاهتمام بالقاعدة وتجنب تكدس اللاعبين وخفض النفقات على الأندية وزيادة تركيز الأجهزة الفنية في التدريبات اليومية وإعداد اللاعبين، وبعد ان شهدت المواسم السابقة صراعات طاحنة بين الأندية للفوز بأكبر عدد من اللاعبين وتكديسهم دون فائدة. إلا ان القرار القاضي بتقليص عدد اللاعبين سيفاقم مشكلة المزايدات بين الأندية الكبيرة والمقتدرة مالياً. القرار وجد تبايناً في القبول والرفض بين الأطراف إلا أن الغالبية عادت وأجمعت على تأييد القرار، في الوقت الذي وضع البعض شروطاً لنجاح الفكرة. واشترط عميد المدربين السعوديين نائب رئيس الاتفاق خليل الزياني إيجاد دوري لفريق تحت 21 سنة قبل السير في تطبيق القرار الذي أكد الزياني أنه سيسهم في عملية تسرب اللاعبين، وقال الزياني: «هذا القرار سيكون ايجابياً إذا أوجدنا «دوري» تحت سن 21 سنة، وبخلاف ذلك فان هذا القرار سيكون مجحفاً للاعب والنادي في آن واحد، وهذا يجعلنا نطالب أولاً بإيجاد دوري لفئة 21 سنة ينظم كما هو معمول به في الدوري العام، ويكون هذا الدوري مستقلاً كما هي الحال مع الفريق الذي يفترض أن يكون مستقلاً بذاته له جهاز فني خاص وله متابعة خاصة من النادي من اجل إتاحة الفرصة للاعبين ولأخذ دورته بالكامل، لان النظام المعمول به الآن لا يسهم في إعطاء اللاعبين الشبان فرصتهم في اللعب فما بالك إذا تم تقليص العدد، ولذلك فان نجاح القرار يعتمد بصور كبيرة على إيجاد دوري للفريق الاولمبي لان اللاعب يبدأ مشواره في الناشئين ثم يصل لفريق الشباب وبعد سنتين يجد نفسه في الفريق الاول، وبتطبيق قرار التقليص نكون قد ظلمنا اللاعب الذي لم ينضج بعد ولم نتعرف على عقليته بوصوله للفريق الأول، ما يجعل عملية التسرب هنا كبيرة، إذ ان هذا اللاعب الذي لم يبرز مهاراته بعد سيجد نفسه خارج دائرة الاهتمام ما يجعله يترك الكرة او يرحل لاندية الدرجة الثانية، والتي مع احترامي لها لاتملك سبل تطوير اللاعب الذي قد يكون يملك موهبة لم تكتشف بعد، ما يجعل الخسارة تعود على ناديه الأصلي الذي صرف عليه الشيء الكثير، وقبل ذلك خسارة المنتخب السعودي الاول بحيث يوجد دوري اولمبي لدينا، وبالتالي فان اللاعبين لن يظهروا مع أنديتهم إلا إذا كانوا مواهب من الناشئين، أما إذا لعبوا في دوري اولمبي لمدة سنتين، فإننا بعدها يمكن ان نحكم على إمكانات اللاعب ويكون قرار الإبقاء عليه أو تنسيقه قراراً عقلانياً. ويلخص المدرب السعودي خالد القروني القضية في عدد من النقاط وقال: «اعتقد أن القرار يصب في مصلحة اللاعب، إضافة للنادي سواء المنتقل منه أو المنتقل إليه، فاللاعب سيستفيد أولاً بحيث يعيد اكتشاف نفسه من جديد والأدلة كثيرة يمكن ان نحصرها في جانبين الجانب الأول وهو إعطاء الفرصة للاعب ليلعب في احد الأندية الأخرى، وبالتالي فاننا سنجد الفائدة عمت الأطراف الثلاثة اللاعب والناديين المنتقل منه والمنتقل إليه، فاللاعب استفاد مادياً عندما انتقل لنادٍ آخر، وهذا النادي استفاد لاعباً، اما النادي المنتقل منه فهو استفاد بان تخلص من عبء مالي، وهذا حدث كثيراً مع عدد غير قليل من اللاعبين، فعلى سبيل المثال حسن شيعان وسلطان البرقان لعبا للاتفاق وقدما عطاءات جيدة ووليد الجيزاني عاد وبرز مع الحزم، فهؤلاء اللاعبون لم يلعبوا مع انديتهم، وعلى النقيض هناك لاعبون خسرناهم بسبب عدم اعطاء الفرصة لهم، فمحمد خوجة المنتقل لحراسة الشباب هو مثال يمكن ان نطبقه جيداً على هذا القرار، فهو برز بعد ان لعب للشباب قبل ان يقل عطاؤه مع بروز وليد عبدالله، وانا متأكد انه لو رحل لنادٍ اخر سيعود لمستواه، وهناك أمثلة أخرى لو اعطيت فرصة لواصلت نجوميتها، واللاعب محمد الشلهوب اقرب مثال فهو غاب عن تشكيلة الهلال وانخفض مستواه ولكن لو وجد مع فريق آخر لشاهدنا مستواه الحقيقي». وعن جدوى القرار له كمدرب، قال: «ان طبق القرار فهو مفيد لنا كمدربين، فتدريب30 لاعباً وهو العدد الفعلي الذي احتاجه افضل من الاشرف على تدريب40 لاعباً دفعة واحدة، والتركيز في الحالة الاولى سيكون اكثر جدوى وفائدة، أضف إلى ذلك ان الموسم المقبل سيشهد تنظيم دوري رديف سيكون بمثابة تسليط الضوء على اللاعب الشاب الذي سيكون تحت الأنظار ما يسهل عملية الاختيار».