أعادت الانتخابات البلدية والاختيارية في لبنان والتي كانت خاتمتها أول من أمس، في محافظتي الشمال وعكار، «بعض الحيوية إلى حياتنا العامة، ومثلت إنجازاً كبيراً يجب البناء عليه». هذا ما قاله رئيس الحكومة تمام سلام غداة إفراغ صناديق الاقتراع من أصوات اللبنانيين الذين جاء اقتراعهم في مناطق صادماً للسياسيين والأحزاب على حد سواء، وأضاف: «قال اللبنانيون بصوت عال أنهم مستعدون، بكل تنوعهم وولاءاتهم، للخوض بمسؤولية وطنية عالية في جميع الاستحقاقات الوطنية».وهنأ وزير الداخلية وكذلك الجيش الذي قدم المؤازرة. ورأى سلام أن «السبيل الوحيد للخروج من حال المراوحة، انتخاب رئيس للجمهورية». وشدد على أن «الانتخابات النيابية التي يجب التهيؤ لإجرائها في موعدها، كفيلة بإنعاش نظامنا الديموقراطي ومخاطبة العالم بصوت واحد في الاستحقاقات الصعبة التي تنتظرنا». وكان الرئيس نجيب ميقاتي أحد رعاة اللائحة التوافقية في طرابلس والتي اكتسحتها اللائحة المضادة التي يرعاها الوزير المستقيل أشرف ريفي، حيا «إرادة أبناء مدينتي طرابلس»، كما حيا «أبناء الميناء الذين أثبتوا أيضاً تحليهم بروح الديموقراطية الراقية». أما زعيم «تيار المستقبل» الرئيس سعد الحريري أحد رعاة اللائحة المذكورة، فغرد على تويتر قائلاً: «أهنئ الفائزين وأدعو الجميع إلى التعاون لمصلحة طرابلس»، مؤكداً «احترام الإرادة الديموقراطية لأبناء المدينة». ودعا «القوى الطرابلسية إلى تجاوز الاصطفافات الانتخابية وتسهيل مهمة المجلس المنتخب»، معتبراً أن طرابلس «تستحق منا الجهد والدعم مهما كانت الظروف». وعبّر وزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس عن مفاجأته بنتائج انتخابات طرابلس»، معتبراً «أنها أعطت مؤشراً وهو أن القوى السياسية لم تهتم لشؤونها وبدل أن يكون التعبير هادئاً جاء غاضباً». وبنى وزير الصناعة حسين الحاج حسن على نتائج الانتخابات البلدية ليؤكد تمسك «حزب الله» بقانون انتخابي على أساس النسبية في الدائرة الموسعة». وقال: «فريق 14 آذار و«تيار المستقبل» لا يريدون النسبية، لأنهم سيخسرون أكثر بكثير مما هم عليه الآن، حتى في مناطق ثقلهم الانتخابي». ورأى رئيس «اللقاء الديموقراطي» النيابي وليد جنبلاط أن «سفينة تيتانيك بعدما حملت من جبابرة من بيصور وكفرمتى وصلت إلى طرابلس فاصطدمت بالجليد وبدأت تغرق، فأقطاب طرابلس لم يكونوا على وئام كاف فضاع القبطان». ودعا وزير الصحة وائل أبو فاعور إلى «انتخابات نيابية مبكرة وفق قانون نتفق عليه، وإذا استعصى الأمر فلتكن وفق القانون الحالي (الستين)». وقال بعد لقائه رئيس المجلس النيابي نبيه بري بتكليف من جنبلاط: «نؤيد المسعى الذي يقوم به الرئيس بري». وكان أبو فاعور زار رئيس الحكومة تمام سلام وبحث معه «في عمل الحكومة، التي نأمل بأن تكون لها انطلاقة جديدة». وقال عضو كتلة «المستقبل» النيابية أحمد فتفت الذي خسرت اللائحة التي يدعمها في سير الضنية، إنه «لم يتوقع أن تكون النتائج بهذه القساوة. 12 أو 13 في المئة من أبناء سير من المسيحيين، أكثرهم يسكن خارج البلدة، وفوجئنا بموقف شرس على صناديق الاقتراع، ونسبة التصويت أثرت على خسارة الانتخابات». ولفت إلى «وجود تشنج ومزايدات على المستوى الطائفي وهذا لا يبشر بالخير». وعن نتائج طرابلس، رأى فتفت أنها «رسالة موجهة لمن كان يعتقد أنه هو زعيم طرابلس أي الرئيس نجيب ميقاتي، فتبين أن لا شعبية له بالقدر الذي كان يوهم الناس به».