قال وزير الخارجية السعودي عادل الجبير إن هناك خللاً في بعض القرارات الدولية التي تُتخذ، مشيراً إلى أن هناك دولاً تماطل وأخرى لا تولي اهتماماً للقرارات، فضلاً عن دول تطبق جزءاً منها. وقال الجبير في مؤتمر صحافي عقده أمس في جدة: «هذا هو الواقع الذي نعيش فيه في العالم، فالمجتمع الدولي يقوم عن طريق التشاور وتنسيق المواقف وحث الدول للاستجابة لمطالبات المجتمع عن طريق الإقناع من خلال فرض الضغوط وتصعيدها إلى أن تصل إلى النتيجة المطلوبة، ففي الشأن السوري هناك إجماع دولي على أن الحل سيكون بموجب إعلان جنيف 1 وبموجب قرار مجلس الأمن 22/54 الذي يدعو إلى إنشاء هيئة انتقالية للسلطة، إذ تستلم السلطة من بشار الأسد وتدير أمور البلاد وتضع دستوراً جديداً وتهيئ لانتخابات جديدة، ومن ثم تنتقل سورية إلى مستقبل أفضل، فهذا هو الإجماع الدولي، وهذا ما تعمل الدول بموجبه». وأشار وزير الخارجية السعودي إلى أن هناك دعماً عسكرياً قائماً للمعرضة السوري المعتدلة، وتابع: «هذا الدعم مستمر، فالهدف من وراء ما قامت به مجموعة فيينا بالنسبة لسورية هو أن المفاوضات بمثابة اختبار نية نظام بشار من حيث الجدية في وقف العمليات العسكرية، فاتضح لنا أن الجدية ليست كاملة، وكذلك اتضح لنا عدم الجدية في إدخال المساعدات الإنسانية لجميع المناطق السورية بالشكل المطلوب، وأيضاً عدم الجدية في البدء بالعملية الانتقالية التي أوصى بها إعلان جنيف 1 وقرار مجلس الأمن 22/54، ولم نر الجدية المطلوبة، فلذلك الأشقاء السوريون يطالبون المجتمع الدولي باتخاذ مواقف أقوى تجاه النظام السوري بإلزامه بالاستجابة للمطالبات الدولية، ونحن ندعمهم في ذلك، وأعتقد أنه ومن خلال تلك المعطيات يجب علينا عدم الاستياء حيال البطء أو الإحباط، فنحن كنا نتمنى أن تسير الأمور بشكل أسرع، ولكن الأمور تمضي بالشكل المطلوب، وأعتقد أن آمال وتطلعات الشعب السوري في بناء دولة جديدة لا تشمل بشار الأسد ستحقق بإذن الله». وفي ما يتعلق باتفاق التجارة الحرة بين دول الخليج والاتحاد الأوروبي التي استمرت لوقت طويل من دون التوصل إلى نتيجة أعربت الممثلة العليا لشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني عن أمنياتها بالوصول إلى اتفاق في ذلك الشأن. وقالت: «في الحقيقة عُلقت على رغم وجود مفاوضات ليس من الجانب الأوروبي ولكن من جانب أصدقائنا في مجلس دول التعاون الخليجي، فنحن من جانبنا مرنون لإيجاد طرق ملائمة ولتفهم اختلاف وجهات النظر، ومن أجل إيجاد الحلول التقينا اليوم بالأصدقاء الخليجيين هنا، وسنلتقي أيضاً في بروكسل يوليو المقبل، فإن كانت هناك إرادة سياسية فبالإمكان أن نجد السبل لحل هذا الأمر، فنحن لا نريد من هذه المفاوضات أن تكسر رقماً قياسياً في طول الفترة الزمنية. ونتمنى أن يكون اتفاقاً مثمراً نستطيع أن نتوصل إليه وسنشرف عليه في ظل مرونتنا وتفهمنا للمخاوف الصغيرة كافة، فنحن راغبون في التوصل إلى ختام إيجابي، وأعتقد أن هذه هي رغبة دول المجلس الخليجي، ولكن لا أستطيع أن أعد بأية نتائج معينة، ولكن أود التأكيد على أن النوايا الجيدة والرغبة في العمل في هذا المسار وهذا الاتجاه».