أعاد لاعب منتخب البرازيل روبينيو اكتشاف نفسه في جنوب أفريقيا بتسجيله هدفاً في شباك منتخب تشيلي ومساعدة «السيليساو» للعبور إلى دور الثمانية مؤكداً أن أداءه مع بلاده يختلف عما يقدمه مع مانشستر سيتي الذي أعاره الموسم الماضي إلى فريقه السابق سانتوس. وغاب روبينيو أمام البرتغال في المباراة الثالثة ثم استعاد مكانه في التشكيلة الأساسية في لقاء دور ال16 فسجل هدفاً رائعاً ونال جائزة أفضل لاعب في المباراة، مع العلم أنه كان قادراً على تسجيل هدف اجمل لولا تألق الحارس كلاوديو برافو، قبل أن يحرمه الحكم من زيادة غلته بصافرة تسلل غير منطقية أبداً. المدير الفني للبرازيل كارلوس دونغا يبدأ دائماً بروبينيو على الجهة اليمنى لكن الأمور تتغير خلال سير المباراة، فيتبادل القصير المكير الأماكن مع كاكا ولويس فابيانو. وأثبت كأس العالم أن روبينيو ليس ذاك الساحر النائم كما يطلق عليه جمهور «السيتيزنز» في إنكلترا، وهنا يتحدث أسطورة البرازيل وكأس العالم 1970 توستاو الذي سجل 32 هدفاً للبرازيل في 54 مباراة ويقول: «في إنكلترا يريدون أن يقيدوه بتكتيكات معينة، وهو ليس من هذا النوع بل يريد الحرية في التحرك وهذا ما تشاهدونه الآن مع البرازيل، إذ يبدأ على اليسار ثم تجده على اليمين أو في منتصف الملعب أي ليس له مركز ثابت». روبينيو صقل مواهبه صغيراً في مقبرة خلف منزله وتطور حتى انضم إلى مانشستر سيتي في الأول من أيلول (سبتمبر) 2008 وهي واحدة من أولى صفقات النادي الإنكليزي بعد تملكه من إحدى المجموعات الاستثمارية العربية إلا أنه فشل في تقديم نفسه فعاد معاراً إلى سانتوس. ويطلق على روبينيو في البرازيل لقب «الطفل» لكن بإمكانه أن يكون مشاكساً أيضاً، فبعد أن حقق لقبين مع سانتوس امتنع عن التدرب من أجل أن ينتقل إلى ريال مدريد بعقد مادي كبير، ثم هدد ريال مدريد من أجل أن يحرره للانتقال إلى تشلسي حتى وجد نفسه في مانشستر سيتي في انتقال متأخر ذلك العام. ويكمل توستاو حديثه عن روبينيو قائلاً: «إنه لاعب أتوقع منه أن يكون من الأفضل على مستوى العالم، لكنه يفتقد النضج في شخصيته»، ولا ينسى توستاو الحديث عن بعض النواحي الضعيفة في روبينيو، ومنها التسديدات الرأسية والاحتكاكات وقلة الأهداف. بعض النقاد يعتقدون أن روبينيو محظوظ لوجوده مع المنتخب في جنوب أفريقيا، على اعتبار أنه عاد إلى سانتوس لإنقاذ موسمه فوجد نفسه إلى جانب نجمين صاعدين هما نيلمار وغانسو، وكان على دونغا أن يختار أحدهما إلى جنوب أفريقيا على حساب روبينيو. لكن دونغا لم يعر أي اهتمام لأحاديث الناس وبخاصة الجماهير، فترك النجمين الموهوبين في البرازيل فزادت النقمة عليه، على اعتبار أنه اختار فريقاً قوياً في الدفاع ولا يملك قوة هجومية كافية. وهنا يقول مهاجم البرازيل أيام الجيل الذهبي عام 1970 توستاو الذي يعمل صحافياً الآن: «أجد أن هناك بعض العيوب في فريق دونغا، فالبرازيل تحتاج إلى التوازن وخذوا العبرة من الظهير الأيسر ميشال باستوس الذي يقوم بمجهود خارق لأن لا أحد يساعده، وبعض الأحيان روبينيو يتراجع، لكن ذلك يقطع الاتصال بينه وبين كاكا ولويس فابيانو». أما من الناحية الدفاعية فقدمت البرازيل أداء هائلاً أمام تشيلي على حد قول توستاو. دونغا في تلك المباراة اختار راميريس وداني الفيس إلى جانب غيلبرتو سيلفا في خط الوسط، على اعتبار أنهما قادران على التصدي لنجوم وسط تشيلي الذين يشكلون خطورة كبيرة بالتمرير البيني، فكنت تشاهد القمصان الصفراء محتشدة كلما كانت الكرة بحوزة الخصم. من ناحية صانع الألعاب كاكا أمضى موسماً مخيباً مع ريال مدريد، وكان ظلاً للبرتغالي كريستيانو رونالدو، وعانى للظهور في جنوب أفريقيا، لكنه أكد علو كعبه بالتمريرة الساحرة حين تلقى الكرة من روبينيو فضرب الدفاع بتمريرة متقنة الى لويس فابيانو في الهدف الثاني. وكانت لحظة بارقة لكاكا العائد من الإيقاف لكن نال بطاقة صفراء وبدا أنه يفتقر الى القوة في بعض الأحيان، وترك التحية الكبرى لزميله روبينيو وهو يستبدل في الدقيقة 85 من عمر المباراة. وبدا أن فوز البرازيل كان مريحاً، لكنها ستجد نفسها أمام اختبار أقوى في ربع النهائي أمام هولندا، وعلى رغم حدة الطريق يؤكد توستاو أن روبينيو الذي سيغادر مانشستر سيتي عاجلاً أم آجلاً سيقود «السيليساو» إلى النصر «لديه رغبة كبيرة وأتمنى أن يكون رائعاً في المباريات المقبلة».