نظرة فنيّة إلى الطبيعة في معرض «التحوّل»

يستضيف مركز «تشكيل» الفني في دبي، معرض «التحوّل» للفنانتين التركية بانو كولاك والإيرانية ناز شاهرخ. وتسبر الأعمال المشاركة أغوار الفضاء المادي الذي يعيش فيه الإنسان، رمزياً ومادياً. ويُفتتح المعرض في 18 الجاري في المنزل رقم 10 في حي الفهيدي التاريخي بدبي، وتحفز الأعمال المشاركة مشاهديها على التفكير في طريقة التفاعل مع الفضاء المحيط بهم عبر مرسومات تجسيدية متنوّعة، باستخدام أنماط تركيبية ومعدّلة بصرياً، بما يجعل الإنسان ينظر إليها من زاوية مختلفة.
وتستكشف أعمال بانو كولاك تعريف الإنسان المناظر الطبيعية المحيطة به، بطرق اختلاقية أو مختلة، من خلال النظر إلى العلاقة بين الثابت (ما هو تحت) والتغيرات السطحية. وتقوم أعمالها على تعديل الصور الفوتوغرافية يدوياً. وتماماً مثل المناظر الطبيعية ذات الطبقات الرأسية والأفقية معاً، فإن لأعمالها منظومة شبكية خطية متعددة ذات مربعات مرتبة في شكل متماثل ومنفَّذة بتأنٍّ، لتنجز سطحاً مهشماً ومتعدد الطبقات. وهكذا لم تعُد الصور ثابتة بل مهشَّمة ومتلاشية، مثل البنية الدينامية الطبيعية للمناظر الطبيعية والحقائق المتغيرة التي تطرأ عليها.
وتستقصي ناز شاهرخ من خلال أعمالها، حكاية شخصية مع البيئة بما يتصل بالمجتمع، فيما يأخذ الفرد دور القاصّ أو الشاعر. ومن خلال تجميع الأشياء والصور، تسرد شاهرخ حكاية بصرية من خلال عملية حسية، معطيةً المواد معاني جديدة. وتستكشف كيف أننا جميعاً متشابكون، من خلال عناصر عدة نلتقيها في حياتنا اليومية، وتنظر إلى الترابط الخفي بين الناس جميعاً.
حصلت بانو كولاك (1978) على درجة الدكتوراه في الفنون الجميلة من «جامعة حجة تبة» في أنقرة. ثم انتقلت إلى لندن، وهناك تابعت في كلية «سنترال سانت مارتنز» برنامجاً دراسياً قصيراً عن نظرية الفنون. وتشغل حالياً منصب الأستاذ المساعد للفنون البصرية في كلية الفنون والصناعات الإبداعية في جامعة زايد، أبو ظبي. وشاركت في معارض جماعية عدة، ولها أعمال ضمن مقتنيات خاصة وعامة في أوروبا والشرق الأوسط.
أما ناز شاهرخ (1969)، فحاصلة على بكالوريوس الفنون الجميلة وماجستير الفنون الجميلة في تخصص الرسم، وماجستير في تاريخ الفن من «معهد برات» في بروكلين، نيويورك. ودرّست لاحقاً الفنون الجميلة وتاريخ الفنون في المعهد نفسه من 1998 إلى 2008. ثم انضمت إلى الهيئة التدريسية في قسم الفنون البصرية والمسرحية في الجامعة الأميركية في القاهرة بين 2004 و2006، وهي تدرّس في جامعة زايد، أبو ظبي منذ 2008. عرضت أعمالها دولياً، ولها أعمال عدة بين مقتنيات خاصة وعامة حول العالم.