يشكّل انتقاد واشنطن هواية مفضلة لدى الشعب الأميركي، الذي يعتبر أن عاصمة بلاده تشكل رمزاً للخلل الإداري. وأسطع دليل على هذا الوضع، قطار الأنفاق في المدينة. فالفوضى تسود وسيلة النقل هذه التي تسمَّى «متروريل»، والتي يستقلها أكثر من 700 ألف شخص يومياً، وهي بالتالي أكثر شبكات المترو نقلاً للركاب في الولاياتالمتحدة. وتتعطل باستمرار كل تجهيزات مترو واشنطن حتى الجديدة منها، ما يحول الرحلة فيه إلى مغامرة طويلة الأمد. وبعد سلسلة من الحوادث التي وقعت أخيراً (حرائق وانبعاث دخان)، بات ركاب كثر يتساءلون هل ما زالت شبكة القطارات هذه التي ليست قديمة العهد (40 سنة) آمنة. ولعل أكثر الخطوط عرضة للفوضى الخط الأحمر (ريد لاين). ويقول توم برودمان، وهو موظف في شركة اتصالات: «عندما أعلم أنني سأستقل المترو، أخبر زوجتي بالمحطات التي سأمرّ بها، تحسباً لأي سوء... والخط الأحمر بالتحديد هو في مثابة كابوس». وبات الاستياء سيد الموقف في أوساط سكان واشنطن، الذين لا يفهمون كيف تفتقر العاصمة التي تعد من أبرز مراكز القوة العسكرية والديبلوماسية في العالم، إلى شبكة آمنة لقطارات الأنفاق تسير في شكل جيد. ولا تضم الشبكة سوى خطين متوازيين، خلافاً للشبكات الكبيرة المؤلفة من خطوط عدة. وقد اتخذ هذا القرار في بادئ الأمر لادخار المال. وعندما تتعطل إحدى السكك، يسير القطار بالاتجاهين بالتناوب على الخط المتبقي. وتشتد وطأة هذه المشكلة في عطلة نهاية الأسبوع. وتضاف إلى هذه المعاناة، مشكلة ثانية مرتبطة بإدارة الشبكة التي تقع ضمن ثلاث مناطق في العاصمة الفيديرالية وولايتي ميريلاند وفرجينيا. أما المشكلة الثالثة فتعني التمويل، إذ لا موازنة لتغطية النفقات التشغيلية السنوية لشبكة القطارات هذه، التي تبلغ 1,8 بليون دولار.