تجدّدت المواجهات مع المسلحين الحوثيين الذين كثّفوا عمليات القصف على ضواحي تعز، واستهدفوا مواقع للجيش اليمني والمقاومة غرب مأرب، فيما توعّد «القاعدة» ضباط الجيش وجنوده ممّن شاركوا في الحملة العسكرية، بالانتقام لطرد عناصر التنظيم من مدينة المكلا وساحل حضرموت. وعلى وقع تصاعد الخروق للهدنة اليمنية واحتدام المواجهات في جبهات تعز ونهم ومأرب، استؤنفت أمس في الكويت جلسات المشاورات المباشرة بين وفد الحكومة اليمنية وجماعة الحوثيين وحزب الرئيس السابق علي صالح، بعد تعثّرها ثلاثة أيام إثر تعليق الوفد الحكومي مشاركته احتجاجاً على اقتحام الجماعة وقوات الرئيس السابق معسكر «لواء العمالقة». وفي حين شدّد موفد الأممالمتحدة إسماعيل ولد الشيخ أحمد على ضرورة تحييد المسار السياسي عن الأوضاع الميدانية في اليمن، قالت مصادر ل «الحياة» إن الجلسة الصباحية للمشاورات لم تتوصل إلى اتفاق حول «الإطار العام» للقضايا المطروحة على النقاش، بسبب رفض الحوثيين وحزب علي صالح اقتراح الإطار العام الذي قدّمه ولد الشيخ وتضمّن «تسليم السلاح والانسحاب من المدن وعودة مؤسسات الدولة». وأضافت المصادر أن وفد الحوثيين رفض تشكيل لجنة من أجل المعتقلين في سياق إجراءات بناء الثقة، ما أدى إلى رفع الجلسة والاتفاق على عقد أخرى مسائية مصغّرة تضم ولد الشيخ وأربعة أعضاء من كل وفد. وقال ولد الشيخ في بيان صدر فجر أمس، إن الأطراف اليمنية «جدّدت دعمها لجنة التنسيق والتهدئة واللجان المحلية لتثبيت وقف الأعمال القتالية في المحافظات المعنية، على أن تعمل اللجنة للنظر في الأوضاع الشائكة ميدانياً وتقديم تقارير مفصلة عنها إلى الجهات المعنية». وتابع أن الأطراف اتفقت على أن تتولى هذه اللجنة تقصي الأوضاع في «لواء العمالقة» بعد هجوم الحوثيين عليه السبت الماضي، وأن تُعِدّ تقريراً خلال 3 أيام مع توصيات عملية لعدم تكرار الخروق. وشكر ولد الشيخ لوزير الخارجية الكويتي الشيخ صباح الخالد والأمين العام لمجلس التعاون الدكتور عبد اللطيف الزياني «جهودهما الحثيثة خلال اليومين الماضيين، ودعمهما المستمر مشاورات السلام». وحض على «تقوية عمل اللجان المحلية والبدء من تعز كنموذج، بهدف تثبيت وقف الأعمال القتالية وتأمين الإيصال المستمر للمساعدات الإنسانية»، إضافة إلى تحييد المسار السياسي لمشاورات السلام اليمنية عن الأوضاع الميدانية. ميدانياً، شهدت جبهات محافظة تعز ومأرب ونهم والجوف مواجهات عنيفة بين مسلحي الحوثيين وقوات علي صالح من جهة وبين القوات المشتركة ل «المقاومة الشعبية» والجيش الوطني الموالي للحكومة، في ظل اتهامات متبادلة بخرق وقف النار. وقالت مصادر المقاومة في تعز، إن الاشتباكات شملت مناطق «الخلل، الأقروض» جنوب شرق المدينة، ومنطقة «الشقب» شرق جبل صبر، في ظل قصف حوثي كثيف على قرى «المخعف» و «بلعان» بمديرية المسراخ جنوبالمدينة. وأضافت أن الجبهة الغربية للمدينة في مناطق الضباب ومحيط اللواء المدرع 35 شهدت مواجهات هي الأعنف امتدت إلى مناطق «الزنوج وتبة الدفاع الجوي». إلى ذلك، أفادت المصادر بأن 12 حوثياً قُتِلوا أمس في جبهة نهم شمال شرقي صنعاء، أثناء صد المقاومة والقوات الحكومية هجوماً للمتمردين. وذكرت أن «عدداً من مواقع الجيش والمقاومة في صرواح وهيلان والمشجح غرب مأرب، تعرّضت لقصف عنيف»، مشيرة إلى أن الحوثيين المتمردين واصلوا استقدام التعزيزات العسكرية من صنعاء إلى منطقة «حباب» غرب صرواح، وأطلقوا صاروخاً على مواقع للمقاومة في منطقة «المزاريق» في محافظة الجوف. «القاعدة» في غضون ذلك (أ ف ب)، توعّد تنظيم «القاعدة» الضباط والجنود اليمنيين المشاركين في حملة على عناصره، باشرتها القوات الحكومية بدعم من التحالف وأدّت الى طرده من مناطق في جنوب شرقي اليمن. وجاء في بيان نُشِر على مواقع إلكترونية «جهادية»: «نحذّر كل القيادات العسكرية والجنود الذين شاركوا في هذه الحملة، من أن بيوتهم هدف مشروع لنا في الزمان والمكان المناسبين». وزاد: «ننصح نسائهم (نساءهم) وأطفالهم بالخروج من البيوت لأنها ستكون هدفنا» المقبل. وكانت قوات حكومية يمنية نفّذت بدعم من قوات خاصة سعودية وإماراتية منضوية في التحالف، عملية واسعة قبل نحو أسبوعين ضد «القاعدة» في جنوب اليمن، أدت إلى طرده من مدينة المكلا مركز محافظة حضرموت، ومن مناطق أخرى في المحافظة الساحلية. وسيطر التنظيم على المكلا مطلع نيسان (أبريل) 2015.