عبّر الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند عن قلقه من ازدياد تدفق اللاجئين السوريين الى الأردن بسبب التعثر الذي تواجهه المفاوضات غير المباشرة بين المعارضة والنظام السوري في جنيف، متعهداً دعم المملكة في قضية اللاجئين ومكافحة الإرهاب، وأكد أهمية إيجاد حلول سياسية لمختلف التحديات في منطقة الشرق الأوسط. وعبر هولاند خلال محادثات أجراها مع الملك الأردني عبدالله الثاني أمس في قصر الحسينية في عمان أمس عن قلقه من تأجيل مفاوضات جنيف في شأن الأزمة السورية، وما يعنيه ذلك من «خرق الهدنة بين لحظة وأخرى»، واستئناف القتال والقصف الجوي من جديد، مما سيزيد من معاناة المدنيين وويلات أخرى بفعل هذه الحرب، وبالتالي يضيع الأمل». وأضاف: «جئت اليوم من مصر، حيث ناقشنا تطورات الوضع في ليبيا، ونحن في الأردن الآن، مدركين تماماً أهمية محادثات جنيف، وعلينا فعلاً إيجاد حلول سياسية، وهذا هو أحد أسباب وجودي بينكم اليوم». كما أكد الرئيس الفرنسي إدراك بلاده الكامل للتحديات التي تواجهها المملكة جراء الأزمات الإقليمية، مشيداً بالجهود «المقدرة والكبيرة» التي يبذلها الأردن ولبنان في سبيل تقديم الخدمات للاجئين السوريين، على رغم ما تشكله أزمة اللجوء من ضغوط على البنية التحتية وقطاعات خدمية واقتصادية عدة. وحول تطورات الأوضاع في سورية، تطابقت وجهات النظر بين الجانبين حيال ضرورة بذل المزيد من الجهود للتوصل إلى حل سياسي للأزمة هناك، ووضع حد لمعاناة الشعب السوري الناتجة منها. وأشاد هولاند بتحمل الأردن أعباء اللاجئين السوريين، مشدداً على أن الأردن قدم «جميع أشكال المساندة لهم، ولا يزال اللاجئون يفدون إليكم من سورية، هاربين من القتل والدمار في مناطق عديدة، ومنها الرقة وتدمر». وأبدى تفهمه للموقف الأردني في الموازنة بين تقديم كل أشكال المساعدة الممكنة للاجئين السوريين، والحرص على «عدم تسلل عناصر إرهابية بين هؤلاء اللاجئين»، مشيراً إلى أن فرنسا تدرك ما تواجهه المملكة من تحديات وهي «ليست وهمية، بل حقيقة ونراها واقعاً». وأشاد الرئيس الفرنسي بتعاون البلدين في الجانب العسكري، الذي وصفه ب «التعاون المميز حقاً»، مشيراً إلى زيارته اليوم القوات الجوية الفرنسية، المتواجدة في الأردن، و «تشارك في الحرب على عصابة داعش الإرهابية، وهي مهمة ما كان بإمكاننا تنفيذها من دون الدعم والشراكة مع المملكة». وأكد الملك الأردني عبدالله الثاني أن «منطقة الشرق الأوسط تشهد تحديات كبيرة»، مشيداً بالدور الفرنسي في المنطقة عبر «ممارستها لدور قيادي مميز». وفي كلمته الترحيبية بالرئيس الفرنسي جدد الملك الأردني عزم البلدين لمواجهة «تحديات كبيرة في الحرب على الإرهاب والخوارج»، مشدداً على موقف بلاده من مساندة فرنسا أمام ما تعرضت له من اعتداءات، مشيراً إلى استمرار «التضامن مع أصدقائنا الفرنسيين في مواجهة الإرهاب». وأشار عبدالله الثاني إلى أن زيارة الرئيس الفرنسي تشكل «خطوة مهمة في سبيل تعزيز العلاقات الوثيقة بين البلدين»، التي وصفها ب «الراسخة والتاريخية»، ليس في المجال السياسي فحسب، بل أيضاً في جوانب «التعاون الاقتصادي والعسكري والأمني»، مقدراً «الدعم الذي تتلقاه بلاده في مواجهة تحدي تدفق اللاجئين السوريين، إضافة إلى التحديات الاقتصادية. وخلال جلسة المحادثات الموسعة أكد الجانبان الأردني والفرنسي ضرورة بذل المزيد من الجهود في سبيل إحياء مفاوضات السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، ونوّه العاهل الاردني ب «الدور الذي تلعبه فرنسا، في محيطها الأوروبي والعالمي، لدعم هذه الجهود». كما جرى بحث التعاون بين البلدين في مختلف المجالات، خصوصاً العسكرية والدفاعية منها، وأعرب الملك الأردني عن تقدير بلاده للدعم الذي تقدمه فرنسا للمملكة، لا سيما دعم قدراتها في محاربة الإرهاب والتصدي للعصابات المتطرفة. وجدد الرئيس الفرنسي مواقف فرنسا الداعمة للأردن في المجالات الاقتصادية، خصوصاً في ما يتصل بتسهيل قواعد المنشأ لغايات التصدير إلى دول الاتحاد الأوروبي، ودعمها لتنفيذ قرارات مؤتمر لندن للمانحين المتعلقة بدعم الدول المستضيفة للاجئين السوريين، وفي مقدمها المملكة.