احتفل آلاف من الأكراد في مدينة دياربكر جنوب شرقي تركيا، بعيد ال «نوروز» أمس، وسط إجراءات أمنية مشددة اتخذتها السلطات التي نفذت اعتقالات في أجزاء أخرى من البلاد، حيث حُظِّرت الاحتفالات. ورفع المشاركون في الاحتفالات صوراً لعبدالله أوجلان، زعيم «حزب العمال الكردستاني» المسجون في تركيا، وأعلاماً ل «الكردستاني» ولحزب كردي في سورية تعتبره أنقرة إرهابياً. وهتف بعضهم «سننتصر بالمقاومة» و «يحيا أوجلان» و«حزب العمال الكردستاني هو الشعب، حزب العمال الكردستاني هنا». وخلال احتفالات السنة الماضية، استمع الحاضرون إلى بيان من أوجلان ورد فيه أن العمليات العسكرية التي يشنّها «الكردستاني» منذ ثلاثة عقود «لم يعد استمرارها ممكناً»، وحض الحزب على تنظيم مؤتمر للبحث في إلقاء السلاح. لكن بعد ذلك بوقت وجيز، انهار وقف للنار دام سنتين ونصف السنة بين «الكردستاني» والحكومة التركية، وانهارت محادثات سلام بين الجانبين. ومنذ ذلك الحين، قُتل مئات في جنوب شرقي تركيا خلال معارك بين «الكردستاني» والقوات الحكومية اعتُبرت الأعنف منذ تسعينات القرن العشرين. وحظّرت السلطات الاحتفالات بال «نوروز» في أنقرةواسطنبول، حيث اعتقلت قوات الأمن 164 شخصاً، بينهم 12 قاصراً، قبل الاحتفالات، كما أفادت وكالة «الأناضول» الرسمية للأنباء. في المقابل، رفعت السلطات حظر تجوّل في حي كاينارتيب في دياربكر، للسماح بتنظيم الاحتفالات، لكنها شددت التدابير الأمنية في المدينة. وكان حظر التجوّل أُعلن بعد تحركات لمسلحين من «الكردستاني» من أجل نصب حواجز وحفر خنادق وزرع متفجرات في المنطقة. وأشار وزير الداخلية التركي إفكان آلا إلى مشاركة 200 ألف من قوات الأمن في حفظ الأمن في البلاد خلال ال «نوروز». وأضاف أن الاحتفالات مُنعت في غالبية أنحاء تركيا، وسُمح بها في 18 إقليماً. وتركيا في تأهب أمني بعد تفجيرات أوقعت أكثر من 80 قتيلاً، آخرها تفجير انتحاري في اسطنبول أسفر عن مقتل ثلاثة إسرائيليين وإيراني السبت الماضي. وأعلن آلا أن عضواً تركياً في تنظيم «داعش» نفّذ التفجير.