أكد تجار أن أسعار حديد التسليح في السعودية مرشحة لانخفاض جديد خلال الشهر المقبل، فيما أكد آخرون أن الأسعار ستشهد ثباتاً خلال 2016، مع ارتفاع طفيف محتمل في نهايته، وسجلت الأسعار انخفاضاً قبل نحو شهر لتتراوح أسعار الطن (بيع الأسواق) بين 1650 و1880 ريالاً من المنتج المحلي والمستورد، وهو أدنى سعر تبلغه منذ أكثر من عقد من الزمن. وأوضح التجار أن حديد سابك هو الأعلى سعراً في السوق 1880 ريالاً، فيما يبلغ سعر الحديد الصيني 1650 ريالاً، وبين السعرين تتفاوت أسعار الحديد من الشركات الوطنية والمستورد الخليجي، إذ يبلغ سعر حديد «الاتفاق» 1800 ريال، والإماراتي 1700 ريال، مبينين أن التجار خلال الفترة الماضية يبدون تفاؤلاً باستقرار الأسعار محلياً مع استمرار الطلب المحلي، على رغم أن التوقعات العالمية تشير إلى استمرار أزمة الحديد عالمياً بسبب توقعات النمو الصيني أكبر منتج للحديد في العالم. وأوضح محمود المتوكل (مدير مبيعات لشركة مواد بناء)، أنه من الصعب توقع أسعار للحديد خلال الفترة المقبلة بسبب التراجع العالمي في الأسعار، مبيناً أن وصول طن حديد التسليح إلى نحو 1650 ريالاً قبل نحو سنتين أمر غير معقول، ولكنه حدث اليوم، لذلك قد تنخفض الأسعار بسبب استمرار التوقعات السلبية حيال الاقتصاد الصيني والأوروبي. وأشار إلى أن الحديد المستورد في السوق المحلية يضغط على أسعار منتجات المصانع السعودية، ويدفع بصناعة الحديد إلى مزيد من الانخفاض، وعلى رغم أن السعودية تتصدر الدول العربية في صناعة الحديد، إلا أنها في الوقت نفسه لا تزل الأعلى في الاستهلاك ما يجعلها هدفاً لشركات الحديد العالمية. وأوضح رضا الخلف (تاجر حديد ومواد بناء) أن الفارق في أسعار الحديد بين الأدنى والأعلى يبلغ نحو 230 ريالاً في الطن، وهو فارق بين المستورد والمحلي، مبيناً أن انخفاض الأسعار يشجع على الإقبال على إنتاج المصانع السعودي للثقة العالية بمنتجاتها، على رغم أن المستورد ذو جودة عالية جداً خصوصاً من الإمارات وقطر. وكانت أسعار الحديد في السوق المحلية منذ منتصف العام الماضي بدأت تشهد انخفاضاً شهرياً حتى وصلت إلى ما هي عليه الآن، وكان أكبر خفض ما أعلنته الشركة السعودية للصناعات الأساسية (سابك) في أيلول (سبتمبر) الماضي بخفض سعر بيع التجزئة المحلي لحديد التسليح بواقع 200 ريال، ما يعادل 53.3 دولار للطن، مبينة أنه سيسهم في «المحافظة على استقرار السوق المحلية وتوازنها بما يخدم الصالح العام، وسط مؤشرات باستمرار ارتفاع الطلب على الحديد خلال الفترة الحالية والمقبلة»، وقالت إنه «يواكب التطورات في الأسواق الإقليمية والعالمية»؛ وبلغت نسبة الخفض نحو 10 في المئة، والشركة السعودية للحديد والصلب (حديد) التابعة لسابك هي أكبر منتج للصلب في المملكة بنسبة تصل إلى 52 في المئة. وأضاف الخلف أن الاستهلاك المحلي انخفض لكنه لا يزال قوياً، وأن الأسعار الحالية تسهم في انخفاض بناء المساكن، وهو أمر مطلوب في ظل التوجه الحكومي لبناء مئات الآلاف من الوحدات السكنية، كما أنه يشجع على البناء بشكل عام للتخفيف من أزمة السكن الحادة التي تعاني منها المملكة. وحول توافر الحديد في الأسواق، أشار إلى أنه متوافر، وأغلب التجار لديهم القدرة على التسليم خلال 24 ساعة، باستثناء بعض المصانع المحلية التي تحتاج إلى أكثر من يومين، لكنه متوافر وبالكميات التي يطلبها المشتري. وحول المشاريع الحكومية، أشار إلى أن معظم المقاولين يقومون بإبرام عقود من أجلها لذلك الطلب بالنسبة لها متوافر. من جانبه، أشار الاقتصادي الدكتور سعيد القحطاني إلى أن الحديد سلعة عالمية وهي مشابهة للنفط، لذلك تأثيرات الأسعار فيها عالميا، بخاصة مع سهولة الاستيراد والتصدير التي وفرتها التجارة العالمية، كما أن صناعة الحديد في معظم الدول تخضع إلى قانون السوق من العرض والطلب، وتتأثر كثيراً بحركة النمو في الدول الصناعية، لذلك فالأسعار مرشحة للانخفاض وليس العكس، إضافة إلى تراجع المشاريع الحكومية المتوقعة، إذ تنصب الجهود الحالية في استكمال المشاريع المتبقية والمتعثرة. وأكد أن الصين أكبر المنتجين في العالم ولا تزال أسواقها تعاني من ضعف في الطلب، لذلك هي تقوم بإعادة هيكلة صناعة الصلب، ولديها توجه بتقليص صناعة الصلب، وأكد رئيس مجلس الدولة الصيني لي كه تشيانغ خلال اجتماع تنفيذي لمجلس الدولة المنعقد في 22 كانون الثاني (يناير) تقليص طاقة إنتاج الصلب الخام في الصين بما يتراوح بين 100 و150 مليون طن خلال 5 سنوات، وهو ما يمثل حوالى 15 في المئة من الإنتاج الصيني من الصلب لسنة 2015، الذي بلغ 804 ملايين طن بانخفاض بلغ 2.33 في المئة مسجلاً بذلك أول هبوط له منذ 1981. كما أظهر مؤشر لشركة سي.آر.يو للخدمات الاستشارية في لندن أن أسعار الصلب العالمية بلغت أدنى مستوياتها في عشر سنوات. وبلغت الأسعار في شباط (فبراير) الماضي مربعات الصلب «البيليت» القادمة من تركيا 320 دولاراً للطن، فيما تراجعت أسعار حديد التسليح بمقدار 3 دولارات لتصل إلى 325 دولاراً للطن، كما تراوحت أسعار الخردة بين 169 و170 دولاراً للطن. وبالنسبة لأسعار واردات الصين تراوحت أسعار صادرات حديد التسليح من الصين بين 265 و270 دولاراً للطن، وأسعار لفائف الصلب بين 350 و355 دولار للطن، ومكورات الحديد بين 41.72 و42.2 دولار للطن. فيما تراوحت أسعار واردات الإمارات من مربعات الصلب بين 250 و270 دولاراً للطن، وحديد التسليح 330 و333 دولاراً للطن، ولفائف الصلب المسطح على الساخن والبارد 310 و320 دولاراً للطن و380 و390 دولاراً للطن على التوالي. وبالنسبة لأسعار صادرات البحر الأسود من مربعات الصلب تراوحت بين 250 و255 دولاراً للطن، وحديد التسليح بين 280 و290 دولاراً للطن، ولفائف الصلب المسطح على الساخن والبارد 255 و260 دولاراً للطن و305 و310 دولارات للطن على التوالي.
