تصبح برلين «سنة بعد أخرى أكثر جذباً للشركات الألمانية والأجنبية» وفقاً لبيان أصدرته مؤسسة «برلين بارتنر» الاقتصادية. إذ كشف الأمين العام للمؤسسة شتيفان فرانتسكه عن «زيادة في عدد الشركات الجديدة أو الناشئة فيها بنسبة 60 في المئة خلال العام الماضي مقارنة بعام 2014، الذي كان أيضاً أفضل من كل الأعوام السابقة». ووصف عام 2015 بأنه «كان خارقاً بالفعل»، متوقعاً أن «تكون هذه السنة ممتازة أيضاً». وفي وقت تمكنت «برلين بارتنر» من جذب 58 شركة جديدة إلى العاصمة الألمانية عام 2014، ارتفع العدد إلى 98 العام الماضي، ما أمّن فرص عمل لنحو ثلاثة آلاف شخص، بزيادة 400 فرصة عمل جديدة عن السابق. وأدى ذلك أيضاً إلى رفع حجم الاستثمارات السنوية فيها في شكل ملموس ما يبشّر بتعزيز الأعمال فيها. ونقلت النشرة الاقتصادية الصادرة عن غرفة التجارة والصناعة العربية - الألمانية في برلين عن فرانتسكه قوله إن السبب الأول لإقبال الشركات على برلين «هو جاذبية المدينة من نواح كثيرة ما يسمح لها باستقطاب القوى المؤهلة من الخارج للعمل فيها». وأوضح أن «العمل الرقمي» أصبح يحرك العاصمة الألمانية، والدليل على ذلك أن نصف الشركات المنضوية في مؤشر «داكس» في بورصة فرانكفورت فتح فروعاً له الآن في برلين. وأعطى فرانتسه شركة «روي» الإسبانية وهي أكبر شركة سياحة في إسبانيا فتحت أخيراً فرعاً لها في برلين، مثالاً على جاذبية العاصمة، لافتاً إلى أن الشركة السياحية الأم في مايوركا «تترك المجال الآن أمام الأدمغة المفكّرة في برلين لتطوير برامجها السياحية، وترتيب الرحلات التي تعدها على متن بواخرها. كما أوكلت إلى خبراء الالكترونيات في برلين، العمل على تحسين سياستها الدعائية والإعلامية. ورفعت شركة «فورت الكترونيك» وهي فرعية من شركة «فورت شراوبن» الألمانية، عدد العاملين فيها من 30 إلى 100 خبير الكتروني دفعة واحدة. إلى جانب ذلك، جلبت شركات عالمية تعمل في مجال انتاج برامج الألعاب الالكترونية مطوّرين إلكترونيين كثراً إلى برلين من دول آسيوية، للعمل فيها على تطوير الألعاب. إذ أرسلت شركة «نكسون» الكورية الجنوبية 120 مطوراً لهذا العمل، وشركة «غومي» اليابانية 90. وفي هذا السياق، ولتسهيل عمل هؤلاء، تتعاون مؤسسة «برلين بارتنر» منذ سنة تقريباً مع «مكتب الأجانب» الألماني في هذا الصدد. وتمكنت المؤسسة من تقديم ارشادات وتعليمات إلى أكثر من 300 متخصص منهم خلال العام الماضي. إلى جانب ذلك، لا تزال السياحة في برلين تسجل أرقاماً متزايدة سنة بعد أخرى، «ما يَعِد بحلولها قريباً في المرتبة الثانية بعد لندن وقبل باريس» على ما ذكر الأمين العام لمؤسسة «فيزيت برلين» بوركهارد كيلر. وزار برلين في الأشهر التسعة الأولى من العام الماضي 9.24 مليون سائح أجنبي بزيادة 4.8 في المئة على الفترة ذاتها من عام 2014. وأشارت الإحصاءات إلى ازدياد عدد العرب الزوار من دول الخليج بنسبة 68.5 في المئة في حزيران (يونيو) الماضي قياساً الى الشهر ذاته من العام السابق، فيما ارتفع عدد السياح الصينيين بنسبة 60 في المئة والبرازيليين 55 في المئة في الشهر ذاته.