تزامنت جولتنا في بنغازي مع هجوم مفاجئ ل «داعش»، استهدف ميناء السدرة النفطي قرب راس لانوف الشهر الماضي، واستطاع ما يعرف بحرس المنشآت النفطية بقيادة إبراهيم جضران التصدي له، لكن مقاتلي التنظيم الذين شنّوا الهجوم من مواقعهم في سرت والنوفلية، استطاعوا إحكام سيطرتهم على بلدة بن جواد، ليقفوا على بعد نحو خمسين كيلومتراً من الموانئ النفطية (للمزيد). تطوُّر تزامنَ أيضاً مع احتفال «وكالة أعماق» التي تبث أخبار تنظيم «داعش»، بإعلان محمد الزوي، أمير «مجلس شورى ثوار أجدابيا» مبايعته أبو بكر البغدادي، ليصبح أكثر من نصف المدينة الذي يضم غالبية مراكزها الحيوية، تحت سيطرة التنظيم. وفي جولة مع فرج إقعيم الذي يقود الجهاز المعني بمواجهة التنظيم في بنغازي، بسيارته المصفحة على محاور القتال في الصابري، بدا واضحاً أن «داعش» بات همه الأكبر، إذ يُدرك أن كل يوم يمر من دون هزيمة التنظيم سيجعل القضاء عليه أصعب بكثير. بعد بضعة أيام على هذه الجولة، تعرض إقعيم لمحاولة اغتيال بعبوة ناسفة في السيارة التي تجوّلنا بها، ويُعتقد بأن التنظيم هو من نفذ المحاولة، وبعد ذلك بأيام قليلة استُهدِف مقر جهاز مكافحة الإرهاب بصواريخ «غراد»، ما أدى إلى تدمير جزء كبير منه.