(«تويتر» ليس منبعاً للإرهاب، ولو أغلقناه لن ينتهي. ومعظم الإرهاب في أوروبا من الأنترنت والتجنيد يأتي عبره، وليس «تويتر» الذي اعتبر أسهل الطرق، وهو يفضح الاتصالات المتبادلة بين الإرهابيين). بهذه الكلمات بدأ المفكر الدكتور عبدالله الغذامي محاضرته، التي نظمت أمس ضمن فعاليات «كرسي غازي القصيبي» في جامعة اليمامة، حول كتابه الجديد «ثقافة تويتر». وقال الغذامي «تويتر» منحنا حرية لم تكن متاحة من قبل ولا نحتاج إلى أن نؤلف كتاباً، أو نبحث عن ناشر أو صحيفة. في «تويتر» سلطة الجمهور أقوى من السلطات وأزاح ارتقاء المنصات، مضيفاً أن «تويتر» حطم حصوناً بسلطة الكلمة. وأوضح أن خلافاتنا في «تويتر» تظهر العنف، لافتاً إلى أن «مجتمعنا مجتمع رعوي يعتمد على الدولة في كل شيء، يطلب حقوقه وحريته وماله من الدولة، وهو لم يحرك ساكناً، مؤكداً أن الحرية «رغيف الحياة، والرغيف له ثمن». وتساءل الغذامي: أليس في الإسلام قانون ضد العنصرية والطائفية والتحرش، نعم لدينا لكن بقي التطبيق. القانون وحده لا يكفي، مطالباً بتنمية الثقافة الحقوقية. وذكر أن القوانين لا تصنع ثقافة حقوقية. وذكر أن المظلوم في «تويتر» لا يناضل من أجل حقه، منوهاً بتجربة الروائي إبراهيم شحبي «الذي قال له أحد المصلين «تصلي فينا وأنت علماني»، إذ تابع قضيته حتى أصدرت المحكمة حكماً بالحد ضد القذف»، مشيراً إلى أن اليهود أمضوا قروناً من أجل إصدار قانون معاداة السامية، مؤكدا أن المسؤولية مرتبطة بالحرية. واستشهد الغذامي أيضاً بخطبة جمعة للشيخ ابن عثيمين في الجامع الكبير بعنيزة، وهو يبكي مطالباً الناس ألا يتنازلوا في حوادث السيارات، وأن يأخذوا حقوقهم حتى تكون عبرة لغيرهم. وذكر الغذامي أن 90 في المئة من الملاحدة، «ليسوا ملحدين، لكنهم غاضبون، بسبب صديق انتحر أو زميل قتل»، مشيراً إلى أن فكرة الإلحاد لديهم، «حالة انتحار ثقافي ومعنوي، وليست إلحاداً كما نفهم». وقال: «تحاورت معهم وحكيت لهم تجارب مررت بها، ممتعضاً من الوعاظ الذين يمارسون التعقيد». وأوضح أن الوعظ «ليس أن نعقد البسيط، بل إن نفرش البساط الأخضر، ولا نوقع في النار». وذكر الغذامي أن من يتهمه في دينه لن يرفع عليه قضية في أي محكمة بشرية «لأن ديني لله وليس للأشخاص». وتناول الغذامي، في محاضرته التي أدارها الدكتور معجب الزهراني، وضع المرأة السعودية بحسرة متسائلاً: «لماذا لا تقود المرأة لدينا السيارة؟ وما الذي يمنع أن يكون لدينا قاضيات في المحاكم؟ يتعاملن مع قضايا النساء، ونحن لدينا خريجات شريعة وتكون قضايا النساء عند القاضيات». ولفت إلى أن قضايا هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في «تويتر»، تثير سجالاً حاداً سلباً أو إيجاباً. وذكر الغذامي أنه اقترح على الأندية الأدبية تبني حوارات حية، حول الكتب الجديدة مع كتابها، «إذ نرى ذلك في الثقافة الغربية، وفي الصحف الكبرى».