حذَّرت أكاديميات وتربويات سعوديات في ندوة بجامعة الإمام محمد بن سعود الاسلامية، من أضرار عدة، ناتجة من الثقة المفرطة في التعليم الأجنبي، وأن أطفالاً مدمنين على المخدرات في عمر ال11، ويتعرضون للتحرش من ذوي قرابتهم. جاء ذلك خلال حلقة نقاش بعنوان: «الأسرة المسلمة في مواجهة التحديات»، نظمها مركز الملك عبدالله للدراسات الإسلامية المعاصرة وحوار الحضارات «وحدة قضايا الأسرة»، في «جامعة الإمام». واستعرضت الاختصاصية النفسية نوف الراشد، تجارب وخبرات عملية تظهر أهمية دور الأسرة في احتواء الأبناء، ومراقبة سلوكياتهم. وقالت الراشد إن القضايا الاجتماعية التي يفرزها المجتمع، سواء أكانت تحرشاً، أم إدمان مخدرات وتعاطي حشيش، أم إدماناً على أفلام إباحية وشذوذ جنسي، كل أسبابها تقع في إطار غياب دور الأسرة والحوار مع الأبناء والتواصل العاطفي والجسدي. ونبهت إلى أن هناك حالات إدمان لمراهقين وأطفال أصغرهم لا يتجاوز 11 عاماً، وفتيات يتعرضن للتحرش من ذوي القربى والاغتصاب، ويتعاطين المخدرات. من جانبها، انتقدت المستشارة التربوية في وزارة التعليم زينب الإبراهيم النظرة الذهنية الإيجابية لدى بعضهم تجاه التعليم الأجنبي، التي تدفعهم إلى إلحاق أبنائهم بمدارس أجنبية. وأكدت أنه ليس بالضرورة تميز جميعها بمهارات عالية في التدريب والتعليم، لافتةً إلى اختلاف مناهجها في المحتوى التعليمي، عن سياسة التعليم في السعودية وتدني نسبة الحصص الدراسية في اللغة العربية، والتاريخ والمواد الدينية، واختلاف الرؤية، وكل هذا يجعل الطالب ينفصل عن قضايا مجتمعه. إلى ذلك، وصفت أستاذة الشريعة في جامعة الإمام مها الجريس في محور «وسائل الإعلام ودورها في التغيير الاجتماعي والأخلاقي»، العصر الذي تعيشه المجتمعات حالياً بالواقع المختلف الذي لم يتكرر، إثر سيطرة الإعلام الجديد، واجتياحه كل مظاهر الحياة اليومية. وقالت: «على رغم الإيجابيات في التقنية، ووسائل الإعلام الحديثة، والأجهزة الذكية، إلا أن لها سلبيات عدة، مثل صناعة وإسقاط الرموز، والفوضى الكلامية، وذوبان الحدود الطبيعية بين الجنسين، وبروز نوع جديد في الجرائم، وهدر الأوقات، وتدويل القضايا المحلية، وغربة الكتاب، ومهارة القراءة والاختراق القيم التي ترسِّخ ثقافة العري والجنس». أما أستاذة اللغة العربية في جامعة الإمام وفاء السبيل، فتحدثت في محور التربية الأسرية في ظل المتغيرات المعاصرة، وعزت «أسباب غياب الوقت النوعي للأسرة إلى الانشغال بوسائل التواصل الاجتماعي، ودخول التقنية في حياة الأسرة». ولفتت إلى أن «من أكبر تحديات العصر كثرة الخيارات، وغياب الرؤية وما تنتج منها من عدم قدرة على الاختيار الصحيح»، وكذلك سرعة إيقاع الحياة وتكاليفها. وشددت على أهمية «تعزيز ثقافة الاعتدال، والاختلاف في الأسرة، وتقبل الآراء المختلفة بين أفرادها، وهو ما يدفعهم إلى مقاومة مخططات الإرهاب». وأجمعت الأكاديميات والتربويات اللواتي حضرن الجلسة، على أهمية دور الأسرة في مواجهة كثير من التحديات التي طرأت في العصر الحديث، مؤكدات أن قضاء أوقات مخصصة، ونوعية مع الأبناء، وتبادل الحوارات المباشرة معهم، تعزز فيهم التنشئة التربوية السليمة، وتجعلهم أفراداً قادرين على مواجهة المشكلات، والصعوبات والمؤثرات الخارجية، بعزيمة وإرادة صلبة، وتحصِّنهم من الوقوع في براثن الأمراض النفسية أو تحت طائلة الإدمان، والانحرافات، أو الانضمام إلى الجماعات المتطرفة. وكانت وكيلة الدراسات العليا في الجامعة هيلة الفايز أشارت إلى أن «الأسرة هي اللبنة الأولى للمجتمعات، التي إن صلحت صلح المجتمع، وإن فسدت اختل بنيانها، وترتبت عليه آثار سلبية».