على رغم أنه لم يظهر في مسلسله الكوميدي الذي حقق شهرة عربية كبيرة «وطن ع وتر»، في رمضان الماضي وفاز بجوائز على المستوى العربي متفوقاً على كبار نجوم الكوميديا المكرّسين، يبقى عماد فراجين أيقونة النشطاء الفلسطينيين على مواقع التواصل الاجتماعي، وبخاصة «فايسبوك»، للسخرية من الواقع المر سواء ما يتعلق بالاحتلال، أو المشاكل السياسية والاقتصادية والاجتماعية الفلسطينية الداخلية. ويتم إقحام فراجين في قضايا ليست له علاقة بها لشهرته الطاغية، كما هوي حال عادل إمام واللمبي (محمد سعد) في مصر. فعلى رغم أنه ليس شخصية كاريكاتورية، إلا أن صوره باتت أداة بيد منتقدي السلطة الفلسطينية، وحركة «حماس»، وقبلهما الاحتلال. تصريحات وزارية وهناك العديد من الصفحات التي تستخدم صور فراجين، وأحياناً رفاقه محمد الطيطي وخالد المصو ومنال عوض في كوميديا «وطن ع وتر» التي افتقدها الفلسطينيون هذا العام، مرفقة بتعليقات ساخرة على قضايا سياسية واجتماعية من بينها قضية بائعة الخبيزة (نبات ينمو طبيعاً، ويتم طهوه) والاضطهاد الذي تعرضت له من بعض العاملين في إحدى البلديات بالضفة الغربية، أو تصريحات لمسؤول في وزارة التربية والتعليم حول ما وصف بالتدفئة الذاتية بالمدارس، قائلاً إن «أربعين طالباً في الفصل يولدون بحرارة أجسامهم ما تولده أربع صوبّات (مدافئ)». وتشمل المواضيع ايضاً الشق السياسي لا سيما الأنباء التي تتحدث عن استئناف محادثات المصالحة الفلسطينية بين حركتي «فتح» و«حماس»، والسخرية من جنود الاحتلال بعد عمليات دهس أو طعن في الهبة الشعبية الحالية (انتفاضة القدس). وتستخدم تلك الصفحات الساخرة بعض مصطلحاته الشهيرة التي أطلقها في حلقات «وطن ع وتر» مثل «يا مصرمج»، أي الشخص الذي يستظرف من دون أن يكون خفيف الظل، وهو مصطلح اشتهر في أوساط الشباب كثيراً بعدما أطلقه فراجين في حلقات المسلسل منذ سنوات. والفنان الفلسطيني الذي انتقل إلى الأردن أخيراً، بدأ يقدم عروضاً حيّة مع فريق عمله، ووقّع عقداً مع شركة اتصالات أردنية كبرى حيث بات من ألمع نجوم الإعلانات مستفيداً من شعبيته الواسعة في الأردن أيضاً. ويستعد فراجين اليوم لإطلاق برنامج جديد من عمان بعنوان «ولّعت» لكن المعجبين به لا يتوقفون عن سؤاله عبر صفحته الشخصية على «فايسبوك» عن حلقات جديدة، ولو عبر «يوتيوب» من «وطن ع وتر». وفي الفترة الأخيرة برز «العم كيمو»، وهو في الأساس سائق سيارة عمومية في رام الله، كمصدر لإضحاك الشباب واليافعين. وشارك «العم كيمو» في أفلام سينمائية فلسطينية، ويعتبر شخصية تلقائية مثيرة للضحك، وصاحب فكاهة نادرة، وبخاصة في فيديواته الأخيرة التي ينشرها على صفحته في «يوتيوب» خلال رحلته المتواصلة في الولاياتالمتحدة. فهو يخوض بإنكليزيته غير الطليقة حوارات في الشوارع، والمتاجر، مع العابرين من أميركيين وغير أميركيين، فيتفاعلون معه بالتلقائية والعفوية نفسها. ويتعرض «العم كيمو» كما أطلق على نفسه، لمواقف مفاجئة، منها اصطدامه بإسرائيلية في الشارع، وخوضه نقاشاً سياسياً معها حول الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وأميركية متزوجة من فلسطيني، إضافة إلى مقارناته المستمرة بين الحياة في الولاياتالمتحدةوفلسطين وغير ذلك من المواقف والمقارنات التي منحته نسب مشاهدة عالية وساعات من البث المباشر على صفحته. وفي العموم يمكن وصف النكات التي يطلقها الشباب عبر مواقع التواصل الاجتماعي، باستخدام شخصيات حقيقية كفراجين، أو رسوم متحركة عالمية، أو مجرد تعليقات ساخرة، بالكوميديا السوداء، التي تسخر من الواقع المر الذي يعيشونه بسبب الاحتلال أولاً، وتغييبهم عن مواقع صنع القرار، أو ارتفاع نسبة البطالة للخريجين وغيرها، حتى تولدت قناعة لديهم ولدى متابعيهم بأن شباب فلسطين «خفيف الظل»، ويسعى إلى البقاء على قيد الابتسامة على رغم الآلام التي تحيط به من كل جانب.