يتحدد مساء اليوم الطرف الأول في نهائي كأس خادم الحرمين الشريفين للأندية الأبطال في نسخته الثالثة عندما يلتقي قطبا الوسطى الهلال والنصر في مباراة الإياب، وكان الأزرق كسب الذهاب بخمسة أهداف في مقابل ثلاثة أهداف، ما منحه جملة من الفرص للعبور إلى النهائي الكبير تصل الى الخسارة بفارق هدفين، فيما تنحصر فرص النصر بالفوز بفارق ثلاثة أهداف خلاف ذلك سيودع آخر الموسم خالي الوفاض.على رغم الحسابات العديدة التي تصب في كفة الهلاليين إلا أن المباريات التنافسية لا تخضع لأية مقاييس أو اعتبارات فهي ذات طقوس خاصة تختلف عن المواجهات الأخرى، وجماهير الفريقين لا تقبل بغير الفوز بغض النظر عن أهمية النقاط من عدمها، واعتاد الشارع الرياضي على مشاهدة أفضل فنون اللعبة عندما يلتقي الهلال بالنصر، كما أن الحضور الجماهيري يميز لقاءات الفريقين، وأيضاً التحضيرات تكون مختلفة تماماً في كلا المعسكرين الأصفر والأزرق، والمكافآت المجزية ترصد باكراً لتحفيز اللاعبين بالفوز بالدربي الذي بات أشبه بالبطولة المصغرة لدى الجماهير، والإثارة الإعلامية هي الأخرى لها حضور آخر عندما يلتقي الهلال بالنصر في أية مناسبة، ومدربا الفريقين اتفقا على السرية وإغلاق التدريبات سعياً إلى إبعاد اللاعبين عن الضغوط الجماهيرية ورسم المخططات بعيداً من أعين الاعلام، وكلاهما يملك اسلحة الكسب متى ما تعامل كما يجب مع أحداث المباراة واستثمر لاعبوه الفرص التي ستتاح لهم أمام مرمى الآخر، وتبدو الخطوط في الطرفين متكافئة بعد عودة المصابين والموقوفين، خصوصاً في الخطوط الصفراء التي عانت الأمرين في مواجهة الذهاب من غياب أبرز العناصر الأساسية. مدرب الهلال لن يلتفت لأي فرص غير الفوز كونه يدرك تماماً عواقب ذلك، وتحت يده أجندة تمكنه من الوصول إلى مبتغاه من كل الطرق، وعلى رغم أن الخطوط الزرقاء تعاني في الفترة الحالية من تراجع في الأداء الفني وكذلك الروح المعنوية لمعظم اللاعبين إلا أن المدرب البلجيكي غيريتس قادر على انتقاء أكثر العناصر جاهزية بعيداً من الأسماء الجماهيرية، ودائماً ما يعتمد على الغزو الهجومي من الأطراف بفضل مهارة لاعبي الوسط وقدرتهم على الوصول إلى مناطق الخطر من أقرب الطرق، وينجح السويدي ويلهامسون دائماً وأبداً في قيادة معظم الهجمات بحيويته الدائمة والتي لا تهدأ حتى أخر صافرة، ويتحرك نيفيز على اليسار وان كان حضوره في الآونة الأخيرة ضعيفاً إلا أنه لاعب كبير ولديه من الإمكانات الشيء الكثير، فيما يشكل ياسر القحطاني القوة الحقيقية للفريق الأزرق بعدما استعاد مهارته التهديفية، ومتى ما حرر المدرب ظهيري الجنب عبدالله الزوري والكوري الجنوبي لي يونج من القيود الدفاعية فسيكون الهجوم الأزرق أكثر ضراوة، وتظل هفوات الحارس حسن العتيبي وخروجه غير الموقوت أبرز ما يقلق الجماهير الهلالية. وعلى الطرف الآخر، يشمر لاعبو النصر عن سواعدهم منذ صافرة البداية بحثاً عن الفوز بأكثر من هدفين لتعويض السقوط في موقعة الذهاب والتخلص من هيمنة منافسهم التقليدي على غالب المواجهات في السنوات الأخيرة، وأوراق المدرب الأورغواني داسيلفا بلا شك أفضل بكثير من المواجهة السابقة بعودة المصابين محمد السهلاوي والغيني باسكال والموقوفين أحمد الدوخي وإبراهيم غالب والمصري حسام غالي، ما يجعله يضع ما يريد من مخططات فنية، ويستند داسيلفا في النواحي الهجومية على مهارة الغيني باسكال كصانع لعب وحسام غالي كمشارك رئيسي في الهجمة الصفراء خلف الثنائي الخطر محمد السهلاوي صاحب الصداقة الحميمة مع الشباك الزرقاء وسعد الحارثي، وكلاهما يملك القدرة على التسجيل من أنصاف الفرص، وتزيد تحركات أحمد الدوخي من اليمين وعبدالكريم الخيبري من اليسار من خطورة الهجمة الصفراء. المدرب النصراوي ليست أمامه خيارات سوى الهجوم ولا شيء غيره كون التعادل والفوز بفارق هدفين (أقل من 5/3) لا يختلف على الإطلاق عن الخسارة، ومن المنتظر أن يزج بكل أوراقه الهجومية في الحصة الثانية في حال تعثر الحلول في الشوط الأول.