خطف قائد فريق الوحدة الظهير الدولي الأيسر كامل الموسى (27 عاماً) الأضواء كثيراً في الأيام القليلة الماضية، وأثار ضجة كبيرة في الأوساط الرياضية السعودية عندما أعلن رفضه القاطع الاستمرار مع «الفرسان» في الأعوام المقبلة والبقاء في أروقة النادي لفترة احترافية جديدة طالباً الانتقال إلى أحد الفرق الكبيرة رغبة في الصعود لمنصات التتويج وتحقيق حلمه في الحصول على البطولات والإنجازات، شاكراً ومقدراً لإدارة النادي عرضها المادي المقنع والمميز الذي وصل إلى نحو ستة ملايين ريال في ثلاث سنوات بمعدل مليوني ريال في كل عام، وهو ما فجر قضية ساخنة في ناديه والأندية الكبيرة التي فتحت المزاد العلني على مصراعيه على أمل ضم اللاعب لصفوفها في الفترة المقبلة، إذ تسعى أندية الشباب والهلال والاتحاد والنصر والأهلي للاستفادة من خدمات اللاعب عبر مساع شرفية لم تصل حتى الآن إلى حد الرسمية على رغم وصول بعض التأكيدات بأن المبالغ التي ستقدمها هذه الأندية ستتعدى حاجز العرض الوحداوي. وفاجأ كامل الموسى المولود في 29 آب (أغسطس) 1982 الوحداويين كافة عندما أعلن رغبته في الرحيل، وقرر عدم التجديد، ليضع إدارة الرئيس عبدالمعطي كعكي في حرج شديد وهو الذي أكد في وقت سابق أنه لن يفرط في كنوز النادي وثرواته المكتسبة، ما جعل الأمور تتأزم كثيراً في الطريق لوضع اللاعب على لائحة الانتقال وهي الخطوة التي ستحفظ موقف الكعكي أمام الرأي الوحداوي وستحفظ معها حقوق النادي، أما الموسى فلم يعد لديه الآن ما يخسره، فهو يسير على طريق ناصر الشمراني الذي انتقل إلى صفوف الشباب، وأسامة هوساوي وعيسى المحياني اللذين وقعا للهلال بعد وضعهما على لائحة الانتقال، ويؤكد المقربون من الموسى أنه اتخذ خطوته الجديدة بعد تفكير عميق، وأن عقده الذي سيوقعه مع النادي الجديد سيكون الأخير في حياته الرياضية، ولذا فهو يعيش حالياً أفضل مراحل النضج الكروي، ومكانه يظل شاغراً في الشباب والهلال والاتحاد والنصر والأهلي، نظراً لأنه من فئة اللاعبين الأفذاذ الذين بإمكانهم اللعب في أكثر من مركز بوتيرة التألق والإبداع نفسها، إذ يعتبر من أبرز وأميز اللاعبين السعوديين في خانة الظهير الأيسر، ومن أفضل وأهم اللاعبين في مركز قلب الدفاع، وهو جوكر بكل ما تحمله الكلمة من معنى ولذا فهو مكسب كبير لصفوف أي فريق ينتقل إليه في الفترة المقبلة. شق كامل الموسى طريقه إلى عالم الإبداع والنجومية من المراحل السنية في فريق الوحدة، وتألق اللاعب كثيراً مع شباب الفرسان أيام المدرب المصري الراحل محمد علي وذلك إبان فترة رئاسة حاتم عبدالسلام، وتدرج اللاعب حتى وصل إلى الفريق الأول وأخذ فرصته كاملة مع المدرب التونسي لطفي البنزرتي ثم الألماني ثيو بوكير والهولندي يان فيرسلاين، ليتم ضمه إلى صفوف المنتخب السعودي الأول ويقدم نفسه بشكل رائع في كأس آسيا الأخيرة 2007، وخاض اللاعب فترة المشاركة بنظام الإعارة مع فريق الهلال في شباط (فبراير) 2006، ثم عاد إلى ناديه في نهاية العام كونه وقع في كشوفاته لمدة خمس سنوات، ودبجت الكثير من الجماهير الوحداوية القصائد الشعرية والمواضيع المتتالية في منتديات النادي على الشبكة العنكبوتية مطالبة اللاعب بالبقاء ومنادية إياه بصوت واحد «أبو بندر لا تتركنا وترحل»، فيما تطالب بقية الجماهير الأخرى من إدارات أنديتها سرعة التعاقد مع اللاعب وضمه إلى صفوفها، واللاعب من أسرة رياضية عريقة تسكن في العاصمة المقدسة وشقيقه الأكبر ساحر الكرة أحمد محترفاً في صفوف الوحدة، وشقيقه معتز في الأهلي ورضوان لعب للهلال، ويمتاز كامل بموهبته الكروية العالية وثقته الكبيرة بالنفس وهدوئه وثباته وقوته وصلابته التي تجعل أي مهاجم مهما كان اسمه وشهرته يخشاه قبل مواجهته في أرض النزال.
