لا تظهر «جامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن» في الرياض في صورة الجامعة التقليدية التي لا يتجاوز دورها غالباً استقبال طالباتها وطلابها وتزويدهم المحاضرات ذات العلاقة بمختلف التخصصات وحسب، وإنما يمتد دورها ليطاول ملامسة إنجازات علمية وخدمات اجتماعية متنوّعة، بقيادة عضوات الجسمين الأكاديمي والطالبي. وخلال سبعة أعوام مضت على تأسيس هذه الجامعة ذات القيادة النسائية الخالصة، واجهت تحديات عدة جاء أبرزها التحدّي الاجتماعي الذي يكمن في عدم ثقة بعضهم بقدرتها على توفير ما تتطلّبه البيئة الأكاديمية، وإدارتها في الشكل الأمثل، ما دفع بها إلى تكثيف جهودها العلمية والعملية من خلال عقد شراكات واتفاقات مع جهات عالمية مرموقة، إلى جانب مشاركاتها المتواصلة في المؤتمرات والندوات المختلفة، وتعزيز حضورها في الجوانب البحثية والابتكارية. الجامعة النسوية ظلّت خلال الأعوام الماضية تسعى إلى التميّز وإحداث بصمة في التعليم العالي للمرأة، وبالتالي عمدت إلى تطبيق إستراتيجيات هادفة إلى دمج قيم التعليم والبحث، والمشاركة والمسؤولية الاجتماعية، فضلاً عن التطوير الإستراتيجي المستمر للبرامج الأكاديمية، وتطبيق الشراكة المعرفية والتعليمية مع مؤسسات التعليم العالي المميزة في مختلف بلدان العالم، ودعم عقد المؤتمرات والندوات والفعاليات العلمية والثقافية، بما يضمن تطوير الكفاءات البشرية وتعزيزها بمهارات متقدّمة تؤهلها لخوض تحديات العصر. وتوضّح مديرة الجامعة الدكتورة هدى العميل أن اهتمام هذا المرفق الأكاديمي ينصب على تسخير الإمكانات والجهود لدعم جودة تعليم المرأة العالي وتعزيز كفاءة خريجاته بما يلبي الطموحات والتطلعات، مشيرة إلى أن الصرح يستهدف سبع غايات إستراتيجية ويعمل على تحقيقها. وتضيف العميل في حديثها إلى «الحياة»: «تتمثل غايات الجامعة في البرامج الأكاديمية، من خلال تقديم مناهج دراسية ذات جودة عالية تُعدُ الطالبات للنجاح وتجعلهن قادرات على ريادة الأعمال ويتمتعن بالأخلاق المهنية، كما تركّز على خريجات الجامعة بتزويد الطالبات المهارات لتحقيق نجاحهن في الحياة والعمل من طريق توفير بيئة تعليمية مبتكرة تركّز على الطالبات. أما الغاية الثالثة فتنصب على الأبحاث والشراكات باكتساب المعرفة وتطبيقها من خلال التواصل الدولي وإدراج تلك المعرفة في المناهج الدراسية، وتركّز الغاية الرابعة على الشراكة المجتمعية بخدمة القضايا المتعلقة بالمرأة والأسرة وإدراج خدمة المجتمع في برامجها الجامعة. كما نهتم بالمهارات والمواهب من خلال رفع قدرات جودة عمل الكوادر البشرية في الجامعة الذين يعملون في مجالات التعليم والبحث والإدارة وتحسينها، من خلال تقديم البرامج ذات العلاقة». وتؤكد العميل أن الجامعة تؤسس العمليات والأنظمة الضرورية من أجل الوصول إلى تحقيق الأداء الفعّال، إضافة إلى العمل على تنويع مصادر التمويل لتحقيق الاكتفاء المالي واستدامته، وذلك عبر البرنامج التدريبي للأمن والسلامة الذي يهدف إلى تأهيل موظفي هذا القطاع وتدريبهم والسلامة على الأساسيات والمهارات والمعارف التي تتطلبها طبيعة عملهم، إلى جانب مشروع تفعيل مركز المحاكاة والمهارات الطبية الهادف إلى توفير بيئة تعليمية مبتكرة ومنهج تعليمي وتدريبي متكامل لتدريب طالبات وممارسات الرعاية الصحية باستخدام أجهزة المحاكاة في ظل بيئة تدريبية آمنة للتعلّم. وكشاهد على أوجه الدعم والتطوير في الجامعة، أنجزت ست طالبات في طب العلاج الطبيعي ابتكاراً علمياً لمعالجة عدد من الأمراض بواسطة ثلاثة اختراعات شاركت في المعرض البريطاني العالمي للمخترعين، وقبلها في مؤتمرين في كوريا الجنوبية وماليزيا. وتلفت المشرفة على ابتكارات الطالبات الدكتور هدى زكريا إلى سعيها مع فرق البحث والابتكار لتحويل المادة العلمية النظرية إلى بحث علمي ثم ابتكار ملموس يُستفاد منه، منوّهة بأن تلك الابتكارات العلمية للطالبات: مها آل غائب، بدور مغربي، ذكرى العتيبي، ريم القحطاني، ريم البركة ومريم العتيبي، أنتجت ثلاثة أجهزة طبية طُبقت على حالات مرضية في المستشفيات ووجدت إقبالاً عليها من عدد من المرضى. وهي جهاز لتحفيز الإحساس، والنظارة الذكية لمرضى العمى الدماغي، وجهاز لمساعدة مرضى شلل الرعاش لمزاولة حاجاتهم في شكل طبيعي. ويأتي ذلك إلى جانب تمثيل الطالبة منار الصقعوب السعودية في المنتدى التاسع للشباب الذي نظمته «يونيسكو» في باريس، إذ شاركت في الحديث عن التنمية المستدامة من خلال خبرتها في العمل التطوعي وريادة الأعمال. ويضم حرم الجامعة 15 كلية باختصاصات مختلفة، تتضمن برامج متنوعة لمرحلتي البكالوريوس والدراسات العليا، إلى برنامجي السنة التحضيرية والتأسيسية، ومعهد لتعليم اللغة العربية للأجنبيات.