أوضح تقرير اقتصادي أن جميع المناطق الرئيسة لإنتاج النفط الصخري في الولاياتالمتحدة الأميركية، أظهرت تزايد معدلات الاستنزاف، ما يشير إلى انخفاض الإنتاج بشكل أكثر حدة في المستقبل. وقال التحليل الأسبوعي لشركة «آسيا للاستثمار»، الصادر أمس، حول النفط الصخري: «إنه من غير الواضح ما إذا كان انخفاض الإنتاج فقط بسبب قلة الاستثمارات أو أن عدم توافّر الآبار يلعب دوراً في ذلك أيضاً، مستبعداً أن يتم معاودة ضخ النفط بكميات كبيرة في الولاياتالمتحدة من دون حدوث أي تطّور ملحوظ في أسعار النفط». وأضاف التقرير أن «الولاياتالمتحدة كانت المحرك الرئيس لنمو إنتاج النفط الخام في السنوات الخمس الماضية. ومع ذلك، فإنها تعد ثاني أكبر منتج للنفط غير عضو في «أوبك» بعد روسيا، ويليها كل من الصينوكندا والمكسيك، ومن شأن قرارات الإنتاج التي يتخذها المنتجون الرئيسيون تحديد وفرة العرض». وأضاف: «بدت علامات الاستنزاف على قطاع النفط الصخري في كندا الذي تباطؤ في النمو كما حدث في الولاياتالمتحدة من تباطؤ. ولذا يعتمد النمو المرتقب لإنتاج النفط الخام العالمي على أوبك إلى حدٍ كبير. ومع ذلك، فقد كان رد فعل أعضاء «أوبك» الذين يعانون من نقص النقد، داعياً إلى زيادة الإنتاج منذ أن بدأت أسعار النفط في الانخفاض، مضيفين ما يقارب من بليوني برميل يومياً إلى إجمالي إنتاج النفط، ومساهمين في نمو الإنتاج بما يقارب 40 في المئة». وأشار إلى أن التطور السلبي لقطاع النفط الصخري في الولاياتالمتحدة إلى جانب استقرار الإنتاج في الأسواق الأخرى، أتاح لمنظمة «أوبك» خفض معدلات النشاط والسعي إلى رفع الأسعار، في حين لا يزال هناك خطر فقدان الولاياتالمتحدة حصتها في السوق بعد خفض الإنتاج، واحتمال أن يكون لمثل هذا الإجراء أثر أكبر في الأسعار مما كان عليه في العام الماضي. وتابع: «لا بد أن يكون الشغل الشاغل لمنظمة الدول المصدرة للنفط هو التأكد من أن ارتفاع الأسعار يتماشى مع انخفاض الكمية المعروضة»، مؤكداً أن «دول الخليج المعتمدة على النفط، التي شهدت انخفاضاً حاداً في عائدات التصدير وتدهوراً كبيراً في أرصدتها المالية ستكون استفادت من هذا الإجراء. وإن الأوان اقترب لتخفّض «أوبك» من إنتاجها النفطي في المستقبل». وذكر التقرير أن الانخفاض الحاد في أسعار النفط يؤثّر بشكل كبير على دول الخليج منذ منتصف العام 2014 وحتى يومنا هذا، مشيراً إلى أن انخفاض الأسعار هو نتيجة مباشرة لضعف الطلب العالمي والزيادة الكبيرة في العرض، في حين أن أوبك التي تسيطر على نحو 30 في المئة من إنتاج النفط الخام في العالم، غالباً ما تكون قادرة على التأثير في الأسعار في نطاقها العالمي. وذكر أن الولاياتالمتحدة دعمت نمو إنتاج النفط في السنوات الأخيرة، وبلغت حصتها كمنتج للنفط الخام قرابة الضعف بعد ثورة النفط الصخري، إذ ارتفعت من نحو 6 إلى 7 في المئة إلى نحو 12 في المئة من إنتاج النفط العالمي، ما يقلل من تأثير وسيطرة أوبك على الوضع الراهن. وأكد أن تحركات سوق النفط في الولاياتالمتحدة بدأت تتغير من ناحية العرض، إذ استقر ضخ النفط في بداية العام 2015، وبدأت زيادة الإنتاج في المناطق التي تتمتع بوفرة النفط الصخري بالتلاشي بفضل التقدم في تقنيات التكسير الهيدروليكي.