يستعد أكاديمي سعودي لإطلاق ديوانه الشعري الثاني باللغة الألمانية، بعد اعتماده في ألمانيا شاعراً ألمانياً نظير جهوده الأدبية المميزة في الجمع بين الشعرين العربي والألماني، من خلال قصائد شعبية ترجمها بأسلوب متقن إلى الألمانية في ديوانه المسجل عام 2012 في المكتبة الوطنية بألمانيا، والمكتبة الأوروبية بعنوان: «ترقص الحيّة والطائر يغني»، وعدّ أول ديوان عربي يُطبع على نفقة جامعة حكومية في ألمانيا بمجال الشعر الشعبي. هذه التجربة الشعرية قدّمها رئيس قسم اللغات الحديثة في كلية اللغات والترجمة بجامعة الملك سعود الدكتور مالك بن عبّاد الوادعي، الذي تبنّت جامعة «بون» الألمانية في قسمها المختص باللغات الشرقية والآسيوية التابع لكلية دراسات الشرق الأدنى طباعة ديوانه الأول على نفقتها وأسهمت في نشره، لقيمته الأدبية الرفيعة التي أكدها أساتذة الأدب في الجامعة. وأوضح الدكتور مالك الوادعي في حديث ل«واس» أن ديوانه الثاني حمل عنوان: «اللهب الأسود في بحر العيون»، وتناول فيه جوانب عدة من الحياة الاجتماعية العربية عبر قصائد بُنيت أبياتها على نُظم الشعر الألماني، بينما ديوانه الأول نقل خلاله مواضيع عدة اعترته إبان فترة دراسته بألمانيا، مثل: الغربة، والمعاناة، والحماسة، والوفاء، والوطنية. وأشار إلى أنه تمكّن خلال بعثته من استثمار وقته في تطوير موهبته الشعرية التي أسهمت في مد جسور المعرفة والثقافة بين فنون الشعر العربي والشعر الأوروبي المليء بالتذوق الجمالي، وإيصال جماليات الشعر العربي إلى ألمانيا، ناهيك عن إتقانه كتابة الشعر الألماني وترجمته إلى العربية من دون الإخلال ببرنامج بعثته التي توج سنينها بالحصول على درجة الدكتوراه في الترجمة. وبيّن الدكتور الوادعي أنه حرص في قصائده على نقل نصوص الشعر العربي إلى الألمانية بدقة، بما في ذلك أغراض الشعر المختلفة، مثل الحماسة، والفخر، والرثاء، والهجاء، التي يخلو منها الشعر الألماني بوصفه شعراً يعتمد على نُظم الحداثة أكثر، إضافة إلى اختصار ما يمكن منها حتى تصل الفكرة إلى المتلقي في ألمانيا، مستعيناً بمخزون ذاكرته التي رسخت من الاطلاع على كتب الأدب والشعر الألماني، وعلم اللغويات، والمشاركات الفاعلة مع الشعراء الألمان في الصالونات الأدبية التي تعقد هناك. وأكد أن نجاح تجربة ترجمة الشعر الشعبي العربي إلى الألمانية أسهم في انتشاره بسهولة بين الأوساط الأدبية والأكاديمية في ألمانيا والدول الناطقة بالألمانية، ما جعل عدداً من الباحثين يحرصون على إجراء دراسات تحليلية لبعض النصوص الشعرية العربية في أطروحاتهم العلمية للماجستير والدكتوراه.